"بورتسودان" ميناء شاهد على فصول قصة الفوضى.. أجانب يغادرون وسودانيون يعودون إلى بلادهم

المئات من رعايا دول مختلفة حول العالم فرُّوا من جحيم العنف في الخرطوم.. وهنا تفسيرات العائدين
"بورتسودان" ميناء شاهد على فصول قصة الفوضى.. أجانب يغادرون وسودانيون يعودون إلى بلادهم

يمكن للمتابعين مشاهدة ملخّص كامل للفوضى التي تعمُّ السودان على أرصفة الميناء في بورتسودان المطلّ على البحر الأحمر؛ حيث تتجمّع الحشود أملًا في الخلاص من الحرب، لكنّ آخرين يشقُّون طريقهم إلى السودان، ويقولون: إنهم يجب أن يكونوا إلى جانب ذويهم في هذه اللحظات العصيبة.

ويتجمّع في بورتسودان المئات من رعايا دول مختلفة حول العالم، فرُّوا من جحيم العنف في الخرطوم؛ بحسب تقرير لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية.

ويقف هؤلاء تحديدًا أمام النادي الاجتماعي البحري في المدينة السودانية الساحلية؛ حيث تحوّل المكان الآن إلى مركز للإبلاغ والتسجيل لسفن الإجلاء.

وعندما يتم ذكر اسم أو رقم جواز سفر بصوت عال، تتعالى الآمال بين المئات في لحظة عابرة، لكن هذه الآمال تتحطّم سريعًا للجميع باستثناء شخص واحد.

ويشكل السودانيون هناك قلّة مقارنة بغيرهم من اليمنيين والسوريين الذين سجّلوا أسماءهم للصعود على متن سفينة حربية سعودية تستعدّ للوصول لإقلالهم.

وكان من بين هؤلاء سوريون فرُّوا من الحرب في بلادهم إلى السودان، متخذين إياه ملجأ، لكن الحرب لاحقتهم هناك.

وفق "سكاي نيوز عربية" تقول رائدة، وهي سيدة سورية: "نحن نعاني.. لم نشاهد حتى حربًا مثل هذه في سوريا".

وكانت رائدة في السودان لزيارة شقيقها لمدة أسبوع، وتقطّعت بها السبل هناك مع اندلاع القتال.

أما المواطن السوداني الذي كان يقيم في الخرطوم، معتز عباس، فيقول: "لا يمكن تحمل الحياة هناك؛ المقومات الأساسية غير موجودة، فلا صيدليات ولا مستشفيات، الطعام والماء مستنفدان". ويضيف: "لقد دمرت منازل قريبة منّا".

لكن لا تزال الصورة الكاملة عن النزوح في السودان غير واضحة بشكل تام.

وناشدت سيدة مسنّة: "لا تتحدثوا عن الصراع، تحدثوا عن اللجوء، فنحن بحاجة إليه".

وانطلقت عبّارة من ميناء عثمان دقنة في ساعات ما قبل وقت الظهيرة؛ حيث يصبح الحر شديدًا، وكانت الوجهة السعودية.

وفي المقابل، عاد آخرون إلى السودان من السعودية في رحلة استغرقت 10 ساعات.

وكانت هذه الرحلة الأولى ضمن خط جديد يساعد الراغبين في العودة إلى البلاد ولا يحتملون الانتظار حتى تفتح المطارات.

وكثير من هؤلاء كانوا في مكة المكرمة لأداء العمرة، وقرّروا العودة سريعًا إلى بلادهم رغم أنهم مُنِحوا إعفاء مؤقتًا.

وقال إبراهيم الطيب: "الموت يأتي إليكم في أي مكان".

وأضاف "الطيب" الذي كان على متن العبارة التي تشقّ طريقها نحو السودان: "من المهم أن نكون مع عائلاتنا".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org