"يفتقر لآليات إلزامية تضمن التزام إسرائيل".. هل ينجح مقترح "ترامب" في إنهاء حرب غزة؟

الطرفان أشارا إلى دراستهم له
"يفتقر لآليات إلزامية تضمن التزام إسرائيل".. هل ينجح مقترح "ترامب" في إنهاء حرب غزة؟
تم النشر في

في خطوة مهمة لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من واشنطن عن مقترح جديد لوقف إطلاق النار، يركز على إطلاق سراح 48 رهينة في اليوم الأول مقابل آلاف الأسرى الفلسطينيين، مع مفاوضات لاحقة لإنهاء النزاع، ويهدف المقترح، الذي أعلن ترامب قبول إسرائيل له، إلى كسر الجمود في الصراع المستمر منذ سنوات، لكن فعاليته تعتمد على التزام إسرائيل بالانسحاب واستجابة حماس للضغوط الأمريكية، وسط شكوك حول ضمانات تنفيذه.

نهج صلب

أكد ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" أن إسرائيل وافقت على بنود المقترح، داعياً حركة حماس للقبول الفوري، محذراً من عواقب حال الرفض، ويعكس تصريحه نهجاً دبلوماسياً صلباً، يسعى لدفع الطرفين نحو هدنة فورية تبدأ بتبادل الرهائن والأسرى، وفي حديث للصحفيين أثناء عودته من نيويورك إلى واشنطن، عبر ترامب عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق قريب، مشيراً إلى إمكانية إعادة جميع الرهائن، أحياء كانوا أم أمواتاً، كخطوة إنسانية حاسمة، والمقترح، حسب تقارير إسرائيلية، ينص على إطلاق حماس لـ48 رهينة مقابل آلاف الأسرى الفلسطينيين، مع فتح مفاوضات أثناء الهدنة لإنهاء الحرب نهائياً، وفقاً لصحيفة "الجارديان" البريطانية.

وردت حماس ببيان أكدت فيه تلقيها أفكاراً أمريكية عبر وسطاء، وأنها تدرس تطوير هذه الأفكار، وأبدت الجماعة استعدادها للتفاوض على إطلاق سراح الرهائن، لكنها اشترطت إعلاناً واضحاً بإنهاء الحرب والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلية من غزة، وهذا الموقف يعكس حذراً استراتيجياً، حيث تسعى حماس لضمانات ملموسة تحول دون استئناف الأعمال العسكرية، ورد الحركة يظهر مرونة نسبية، لكنه يرتبط بشروط قد تصعب التوصل إلى اتفاق سريع في ظل التعقيدات السياسية.

مساحة للمناورة

وأفادت تقارير إسرائيلية بأن تل أبيب تدرس المقترح "بجدية"، لكن دون التزام علني أو تفاصيل واضحة، وهذا الحذر يثير تساؤلات حول مدى استعداد إسرائيل لتقديم تنازلات، خاصة فيما يتعلق بالانسحاب من غزة، والمقترح يعتمد على مفاوضات لاحقة أثناء الهدنة لتحديد مصير الحرب، مما يترك مساحة للمناورة ولكنه يفتقر إلى آليات إلزامية تضمن التزام إسرائيل، وغياب هذه الضمانات قد يعيق بناء الثقة بين الأطراف، خاصة مع مطالبة حماس بإنهاء الحرب كشرط أساسي.

ويواجه المقترح تحديات كبيرة تتعلق بغياب ضمانات دولية أو جدول زمني واضح لتنفيذ بنوده، خاصة فيما يتعلق بالانسحاب الإسرائيلي، وتصريحات ترامب عن قبول إسرائيل تتناقض مع الحديث الإسرائيلي عن مجرد "دراسة" للمقترح، مما يعكس تبايناً قد يؤثر على مصداقية الصفقة، وتحليلياً، نجاح المقترح يعتمد على قدرة الوساطة الأمريكية على فرض التزامات متبادلة، لكن التجارب السابقة تظهر صعوبة تحقيق ذلك دون دعم دولي أوسع، والمقترح قد يؤدي إلى هدنة مؤقتة، لكنه يترك قضايا جوهرية مثل السيادة مفتوحة.

القبول والرفض

وفي حال قبول حماس للمقترح، قد يفتح الطريق لمفاوضات أوسع تنهي الصراع، مع إفراج عن آلاف الأسرى، لكن رفضه قد يدفع ترامب لتصعيد الضغط، ربما عبر دعم إسرائيلي أقوى أو عقوبات على حماس.

ويبقى السؤال: هل يستطيع المقترح ضمان التزام إسرائيل بالانسحاب، أم سيعود الصراع إلى دائرة العنف؟

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org