"أمريكا كشفت لنا وجهها الحقيقي".. هزيمة "هاريس" تصيب النساء السود بخيبة أمل كبيرة

يصممن على مواصلة العمل من أجل التغيير
"أمريكا كشفت لنا وجهها الحقيقي".. هزيمة "هاريس" تصيب النساء السود بخيبة أمل كبيرة
تم النشر في

منذ اللحظة التي دخلت فيها "كامالا هاريس" السباق الرئاسي، كانت النساء السود على يقين من أنهن على وشك تحقيق إنجاز تاريخي، فقد قادت النساء السود موجة من التفاؤل والدعم للحزب الديمقراطي عندما أصبحت نائبة الرئيس على رأس التذكرة الرئاسية، لكن وراء هذا الأمل كان هناك قلق عميق يساورهن: هل أمريكا مستعدة لانتخاب امرأة سوداء؟

وجاءت الإجابة المؤلمة هذا الأسبوع؛ حيث أكدت النتيجة أسوأ مخاوف النساء السود؛ لقد فضلت أمريكا اختيار رجل أدين بـ34 جريمة، وقلل من شأن النساء والأقليات، وتعهد باستخدام سلطته لمعاقبة خصومه، على إرسال امرأة ملونة إلى البيت الأبيض.

بيئة سياسية قاسية

ويرى العديد من الديمقراطيين أن البيئة السياسية القاسية، بما في ذلك الغضب تجاه قيادة جو بايدن، كانت السبب الرئيسي لهزيمة هاريس. لكن البعض الآخر يرى أن العنصرية والجنسية المزدوجة كانتا عاملًا مؤثرًا في هذه الخسارة؛ وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز".

وكشفت هذه الهزيمة عن خيبة أمل عميقة، وغضب لدى النساء السود؛ فهنّ يرَيْنَ أن أمريكا قد كشفت عن وجهها الحقيقي، وأظهرت عدم استعدادها لقبول امرأة سوداء في أعلى المناصب، وتقول "واكينيا كلانتون" مؤسِّسة مجموعة "النساء السود من أجل كامالا": "لقد كشفت أمريكا لنا عن نفسها الحقيقية، وعلينا أن نقرِّر ما سنفعله من الآن فصاعدًا".

الخسارة المزدوجة

لطالما كانت النساء السود العمود الفقري للحزب الديمقراطي؛ حيث دعمن المرشحين الليبراليين بأعداد كبيرة، ونظّمن الحملات الانتخابية، وساهمن في تحقيق الانتصارات، لكنهن يشعرن بأن الحزب لم يقدّر جهودهن دائمًا، ولم يستثمر بشكل كافٍ في حملاتهن الانتخابية، خاصة في المناصب العليا.

وتعدّ هزيمة هاريس بمثابة ضربة مزدوجة للنساء السود؛ فهي ليست فقط خسارة لمرشحة مؤهلة، ولكنها أيضًا خسارة لتمثيل النساء والأقليات في أعلى مستويات السلطة. تقول السناتور "لافونزا بتلر" المستشارة المقربة من هاريس: "لقد قالت نائبة الرئيس منذ البداية إنها تواجه تحديًا كبيرًا، خاصة مع فارق الوقت بين حملتها وحملة منافسيها".

ويرى البعض أن انتصار ترامب الساحق يعكس غضبًا عميقًا لدى الناخبين تجاه قضايا مثل ارتفاع أسعار البقالة، أكثر من كونه رفضًا لمرشحة مؤهلة. وتقول "ميلاني كامبل" رئيسة صندوق عمل قوة الاقتراع: "لقد صوتنا للعنصرية البيضاء، لقد أرسل الناخبون رسالة مفادها أن الديمقراطية متعددة الأعراق مقبولة فقط إذا كانوا في القمة".

ورغم الخسارة هناك بعض الإنجازات التي حققتها النساء السود؛ ففوز النائبة "ليزا بلونت روكفيلر" و"أنجيلا ألسوبروكس" بمنصب مجلس الشيوخ؛ يمثل خطوة تاريخية؛ حيث سيكون هناك امرأتان سوداوان في مجلس الشيوخ للمرة الأولى.

الفرص الضائعة

وعلى الرغم من خيبة الأمل فإن النساء السود مصممات على الاستمرار في النضال. تقول "مايا وايلي": "إنها ليست النهاية؛ لأننا لا نختفي أبدًا. لقد كشف ترامب عن وجهه الحقيقي، وعلينا أن نواصل الكفاح من أجل التغيير".

وتعد هزيمة هاريس درسًا قاسيًا للحزب الديمقراطي؛ حيث يتعين عليه إعادة تقييم استراتيجياته ومواقفه تجاه النساء والأقليات. كما أنها تسلط الضوء على الحاجة إلى الاستثمار في حملات النساء السود، ودعمهن بشكل أفضل.

في حين أن هذه الهزيمة مؤلمة، فإن النساء السود مصممات على مواصلة العمل من أجل التغيير؛ فهنّ يدركن أن النضال من أجل المساواة والتمثيل الحقيقيين لا يزال طويلًا، ولكن عزيمتهن لا تتزعزع.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org