عنف ومقابر جماعية.. غموض تفشي كورونا يشعل الأوضاع في إيران

عنف ومقابر جماعية.. غموض تفشي كورونا يشعل الأوضاع في إيران

دعوات لكشف الأرقام الحقيقية "المسؤولون يخفون الإحصاءات من الناس"
تم النشر في

منحى خطير اتخذته الأوضاع في إيران بعد تفشي فيروس كورونا، إذ بدا أن هناك حالة من انعدام الثقة بين المواطنين والنظام وحتى بين أعضاء البرلمان، الذين اتهموا الحكومة بالتستر على الأرقام الحقيقية، خاصة مع ورود تقارير عن أعمال عنف وحفر مقابر جماعية لدفن الضحايا.

ودعا النائب عن مدينة رشت شمالي إيران، غلام علي إيمانبادي، السلطات إلى الكشف عن الأرقام الحقيقية، وقال "يمكنك إخفاء الأرقام، لكن لا يمكنك إخفاء المقابر الجماعية".

وأكد أن "المسؤولين يخفون الإحصاءات من الناس"، مضيفًا أن ما تم إعلانه رسميًا غير دقيق.

وجاءت تصريحات النائب في البرلمان الإيراني بعيد زيارته مقبرتين في مدينتي طهران ورشت.

ووفق تقرير نشرته اليوم سكاي نيوز فلم يكن إيمانبادي أول نائب في البرلمان يتهم الحكومة الإيرانية بالتضليل في مسألة كورونا، إذ سبقه النائب عن مدينة قم أحمد أميريبادي فرحاني.

وقال فرحاني قبل عدة أيام إن السلطات أخفت أمر وجود كورونا لعدة أيام، مضيفًا أن عدد الضحايا في المدينة الدينية يبلغ 50، في وقت كانت السلطات تتحدث عن 12 وفاة فقط.


وتحولت إيران إلى بؤرة لفيروس كورونا المعروف أيضًا باسم "كوفيد 19"، في منطقة الشرق الأوسط، وكانت مصادر لإصابة كثيرين في الإقليم بهذا الفيروس، الذي يسبب التهابًا رئويًا حادًا.

وبحسب آخر الإحصاءات الرسمية في إيران، السبت، فقد توفي 43 شخصًا وأصيب نحو 600 آخرين.

لكن هناك أرقامًا أخرى تناقض الإحصاءات الرسمية، فالخدمة الفارسية من "بي بي سي" قالت إن عدد الوفيات بلغ 210، وهو ما نفته السلطات لاحقًا.

أما المعارضة الإيرانية أفادت في بيان لها إن عدد الضحايا يبلغ 300 على الأقل فضلاً عن إصابة الآلاف.


وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في إيران مقاطع فيديو تظهر عمليات دفن موتى في مقابر جماعية، يقال إنها في مدينة لانجرود شمالي إيران.

وقد أعرب آخرون في نفس المنطقة عن قلقهم إزاء المسافة القصيرة بين قبور ضحايا فيروس كورونا والمنازل السكنية.

وفي لقطات أخرى، يظهر إيرانيون وهم يحرقون مستشفى في مدينة بندر عباس جنوبي إيران، بعد تداول أنباء عن وجود مصابين بفيروس كورونا داخل المستشفى، في خطوة تظهر انعدام الثقة والتوتر المنفلت بسبب عدم الثقة في البيانات والأرقام الحكومية.

والأسبوع الماضي، شهدت مدن إيرانية احتجاجات على تعامل السلطات مع أزمة فيروس كورونا.

وإزاء الاتهامات المتتالية التي تطالها، أعلنت السلطات الإيرانية أنها تستعد لإجراء فحوص على عشرات الآلاف من المواطنين مما يؤكد المخاوف من تفشي المرض هناك.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية، كيانوش جهانبور، في مؤتمر صحفي، إن عدد الأشخاص الذين يُحتمل أن يكونوا راغبين في إجراء الاختبارات يُظهر مدى قلق إيران من الفيروس، خاصةً بعد أيام من التقليل مسؤولين من شأن الأمر.

وحث جاهانبور الناس على الابتعاد عن التجمعات الجماهيرية والحد من سفرهم، داعيًا إلى عدم حضور جنازات الموتى، لأن التجمعات قد تساعد في نشر الفيروس.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org