أعاد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، إشعال الجدل حول تفريغ قطاع غزة من سكانه، وأحيا السجال مجددًا بشأن التهجير القسري للفلسطينيين بهدف ضمان أمن وسلامة إسرائيل.
وقال الوزير، في بيان على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك: "أرحب بمبادرة عضوي الكنيست رام بن باراك، وداني دانون، للهجرة الطوعية لعرب غزة إلى دول العالم".
وأضاف: "هذا هو الحل الإنساني الصحيح لسكان غزة والمنطقة بأكملها بعد 75 عامًا من اللاجئين والفقر والمخاطر"؛ مبينًا أن "معظم سكان غزة هم الجيل الرابع والخامس من اللاجئين الـ48، الذين بدلًا من إعادة تأهيلهم منذ فترة طويلة على أساس شخصي وإنساني مثل مئات الملايين من اللاجئين في جميع أنحاء العالم؛ تم احتجازهم كرهائن في غزة في الفقر والاكتظاظ، وفي كيان يعتبر رمزًا للرغبة في تدمير دولة إسرائيل وإعادة اللاجئين إلى يافا وحيفا وعكا وطبريان"؛ على حد تعبيره.
كما دعا الوزير إلى تقديم دعم مالي دولي لتطبيق مبادرة إجلاء سكان غزة؛ مؤكدًا أن بلاده ستكون جزءًا من هذا الدعم، وفق ما نقلته "فرانس 24".
إلى ذلك، أوضح أنه لا يرى "أن هناك فرصة لوجود قطاع غزة بشكل مستقل ماليًّا وسياسيًّا بالإشارة إلى مساحة القطاع التي لا تمتلك موارد طبيعية ومصادر رزق مستقلة، وبكثافة سكانية عالية".
وقال الوزير: "لهذا السبب؛ فإن قبول اللاجئين من قِبَل دول العالم التي تريد حقًّا مصالحهم الفضلى، بدعم ومساعدة مالية سخية من المجتمع الدولي؛ بما في ذلك دولة إسرائيل؛ هو الحل الوحيد الذي سيضع حدًّا لمشكلة اللاجئين، ومعاناة وألم اليهود والعرب على حد سواء"؛ بحسب وصفه.
وفي أول رد رسمي، اعتبر المتحدث باسم حركة فتح حسين حمايل، في تصريحات خاصة لقناة "العربية الحدث" أن دعوة الوزير الإسرائيلي لتهجير سكان غزة إلى الخارج متطرفة ومرفوضة.
وأضاف "حمايل" أن "الحل الإنساني الوحيد هو إقامة الدولة الفلسطينية"؛ مشيرًا إلى أن "لا دولة فلسطينية بدون غزة"، كما شدد على أن "غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية ولن نقبل بغير ذلك".
وقال إن تصريحات الوزير مرفوضة ولا يحق له الكلام عن حل إنساني؛ مشيرًا إلى أنه مشارك في قتل المدنيين وإنه "تحدث بنفس إرهابي متطرف".
يشار إلى أن وزير المالية، وهو رئيس حزب "الصهيونية الدينية"؛ كان قد أثار الأسبوع الماضي موجة انتقادات أيضًا حين دعا إلى عزل الفلسطينيين في الضفة الغربية، وطالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإنشاء مناطق عازلة في الضفة الغربية، لا يدخلها العرب.