تواجه خياراتُ دونالد ترامب لمجلس الوزراء أزمةً كبيرة بعد ظهور مؤشرات على فضائح جنسية ضدّ اثنين على الأقلّ من مرشحيه؛ مما يلقي بظلال من الشك على عملية الترشيح، ويثير تساؤلات حول مدى ملاءمتهم لتولّي مناصب حساسة؛ ففي تطور مفاجئ برزت ادّعاءات بالاعتداء الجنسي ضد "بيت هيغسيث" المرشح لمنصب وزير الدفاع، و"مات غايتز" المرشح لمنصب النائب العام؛ مما أدّى إلى جدل واسع النطاق.
وتسلّط الأضواء على "بيت هيغسيث"، وهو اختيار ترامب لمنصب وزير الدفاع، بعد الكشف عن تحقيق أجرتْه الشرطة في كاليفورنيا بشأن ادعاء بالاعتداء الجنسي ضده في عام 2017. وعلى الرغم من عدم توجيه أي تهم إلا أن الادّعاءات كانت كافية لإثارة قلق فريق ترامب؛ فقد أجرت رئيسةُ الأركان المعينة حديثًا "سوزي وايلز" محادثةً مع "هيغسيث" بعد أن علمت بالأمر؛ حيث أرادت التأكد من صحة الادعاءات.
ولا يقتصر الجدل على "هيغسيث" فحسب، بل يمتدُّ أيضًا إلى "مات غايتز" عضو الكونجرس الجمهوري من فلوريدا، والذي تمّ ترشيحه لمنصب النائب العام؛ فقد واجه "غايتز" تحقيقًا من وزارة العدل بشأن مزاعم الاتجار بالجنس، بما في ذلك ادّعاءات بممارسة الجنس مع قاصر تبلغ من العمر 17 عامًا. وقد أثار هذا الأمر ضجة كبيرة؛ حيث يطالب أعضاء مجلس الشيوخ من كلا الحزبين بالاطلاع على تقرير لجنة الأخلاقيات بمجلس النواب حول سلوك "غايتز".
ويلقي الكشفُ عن هذه الادعاءات بظلاله على عملية الترشيح بأكملها؛ فمن ناحية يواجه "هيغسيث" صعوبة في الحصول على تأكيد مجلس الشيوخ بسبب خبرته المحدودة وآرائه المتطرّفة، والآن تُضاف إلى ذلك مزاعم الاعتداء الجنسي. ومن ناحية أخرى يبدو أن "غايتز" قد تجنّب نشر تقرير لجنة الأخلاقيات الذي كان من المتوقّع أن يكون ضارًّا له، وذلك من خلال استقالته من مجلس النواب. ومع ذلك يطالب أعضاء مجلس الشيوخ بالحفاظ على التقرير لاستخدامه في جلسات تأكيد مجلس الشيوخ.
وتأتي هذه الادّعاءات في وقت حسّاس بالنسبة لترامب؛ حيث يبدو أنه يكرر أخطاء الماضي؛ ففي عام 2021 أمرت محكمة في نيويورك ترامب بدفع تعويضات للكاتبة "إي جين كارول" بعد أن وجدت هيئة محلفين أنه مسؤول عن الاعتداء الجنسي والتشهير. كما أن شريط "أكسس هوليوود" الشهير الذي تفاخر فيه ترامب بالإمساك بأعضاء النساء التناسلية، لا يزال يلقي بظلاله على سمعته.
وبالإضافة إلى "هيغسيث، وغايتز" هناك مرشحون آخرون لترامب أثاروا الجدل بسبب خلفياتهم المثيرة للجدل؛ فعلى سبيل المثال تمّ اختيار "روبرت إف كينيدي" الابن، وهو مرشح لمنصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية، على الرغم من مزاعم التحرش الجنسي ضده. يبدو أن ترامب يفضّل المرشحين الذين لديهم آراء متطرّفة وخلفيات مثيرة للجدل؛ مما يثير تساؤلات حول معاييره في اختيار أعضاء مجلس الوزراء.
وهذه الفضائح الجنسية قد تؤثّر على عملية الترشيح بأكملها؛ حيث يطالب أعضاء مجلس الشيوخ بالحصول على مزيد من المعلومات قبل تأكيد المرشحين. وقد يؤدّي ذلك إلى تأخير عملية الترشيح، أو حتى رفض بعض المرشحين. كما أن هذه الادعاءات قد تُلقي بظلالها على سمعة ترامب وإدارته.
وفي خضمّ هذه الفضائح يبقى السؤال مطروحًا حول مدى ملاءمة هؤلاء المرشحين لتولّي مناصب حساسة في مجلس الوزراء؛ فهل ستؤثر هذه الادعاءات على قرارات ترامب، أم أن معاييره في الاختيار ستظلّ كما هي؟ يبدو أن الأيام القادمة ستكشف المزيد من التفاصيل المثيرة للجدل.