
قصَّت فتاة فلسطينية قصة مؤثرة عن استشهاد شقيقتها في قطاع غزة بنيران الاحتلال الإسرائيلي، وعدم عثور أسرتها على جثمانها، وكيف حاولوا التخفيف عن والدتهما التي فُجعت بفقدان نجلتها، وكانت تُمنِّي النفس بوداعها قبل دفنها؛ ما اضطرهم إلى الكذب عليها ليهدأ بالها، وتكف عن البكاء واللوعة، ولاسيما أن جثمانها لم يعثروا عليه أبدًا.
وقالت صاحبة حساب "نور" على منصة "إكس": "بعد استشهاد هدى (شقيقتها) ظلت أمي لساعات على أهبة الاستعداد لاستقبال خبر انتشال جثمانها، وللذهاب لتوديعها في (الشفاء) قبل أن ندفنها لمثواها الأخير. الساعات أصبحت أيامًا، وأمي كانت تبكي في كل ساعة. اتفقنا على أن نخبرها (كذبة بيضاء): (طلعناها يما. كاملة مكملة. وكانت بيضا زي العروس)".
وفوجئت الأسرة بطلب الأم برغبتها في رؤية فلذة كبدها، وتوديعها قبل أن تدفن، قبل أن لا يتسنى أن تراها مرة أخرى، إلا أنهم استمروا في محاولة اختلاق الأعذار والمبررات؛ لاستحالة تنفيذ طلبها.
وتتابع "نور" رواية الأحداث: "طب خدوني يما أشوفها.. لأ يما، بنفعش الوضع خطير. صلوا عليها ودفنوها. خالي كان رايح عند ابنه المتصاب، وحضر الصلاة والدفنة، حتى اسأليه".
وتضيف: "استسلمت أمي وقتها، وحمدت الله كثيرًا، وصارت ترددها لكل من اتصل ليعزيها: (بنتي عروس)".. قبل أن تردف في أسى: "أخشى يا أمي الآن أن تكوني قد اكتشفتِ (كذبتنا البيضاء)".
وحول مصير جثمان شقيقتها تقول الفتاة: "وطبعًا لم يتم انتشال جثمان أختي أبدًا (هذا على الأقل ما أعرفه). لم يرها، ولم يودعها أحد. الاحتلال حرمنا من وضع نهاية لهذا الألم بأي شكل. جُرح مفتوح في قلبي، لا شفاء له".