
في قلب نيويورك، واجهت نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس، خلال جولتها الترويجية لكتابها الجديد، قضية الحرب في غزة، معبرة عن تعاطفها العميق مع معاناة الفلسطينيين، ومنتقدة الرئيس دونالد ترامب لدعمه غير المشروط لإسرائيل، وبينما كانت تروج لكتابها "107 أيام"، واجهت هاريس احتجاجات من ناشطين مؤيدين للفلسطينيين، ما دفعها للحديث بصراحة عن الصراع، مطالبة بحلول عادلة، ومسلطة الضوء على تقاعس الإدارة الأمريكية الحالية.
وخلال حدث في مركز عروض تايمز سكوير، الذي يتسع لـ1500 شخص، قاطع أربعة ناشطين هاريس، منددين بالحرب في غزة، وصرخ أحدهم: "إرثك هو الإبادة الجماعية"، بينما اتهمت أخرى هاريس بالمسؤولية عن الدمار، وهدأت هاريس الجمهور، داعية إلى "فض حدة التوتر، ومؤكدة فهمها لمشاعر المتظاهرين، وقالت للجمهور المكتظ في المركز: "ما يحدث للشعب الفلسطيني شائن ويحطم قلبي"، وأشارت إلى تصريحاتها السابقة قبل عام ونصف حول الجوع في غزة، والتي أثارت انتقادات داخل إدارة الرئيس جو بايدن، لكنها جددت التزامها بالدفاع عن قضايا إنسانية، وفقًا لـ"أسوشيتد برس".
وأوضحت هاريس أن الوضع الحالي "لم يكن يجب أن يكون بهذا الشكل"، منتقدة ترامب لمنحه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "شيكًا على بياض"، مما سمح بتصعيد حرب غزة، وأكدت أن سياسات ترامب تفتقر إلى المساءلة.
وكتاب هاريس "107 أيام" يروي تفاصيل حملتها الرئاسية السريعة ضد ترامب عام 2024، بعد انسحاب جو بايدن، والحدث، الذي شهد إقبالًا كبيرًا أدى لإضافة عرض ثانٍ، سلط الضوء على انقسامات داخل الحزب الديمقراطي حول الحرب الإسرائيلية، وبحسب وزارة الصحة في غزة، قتل أكثر من 65,000 فلسطيني منذ اندلاع الصراع عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، مما يجعل القضية نقطة حساسة في السياسة الأمريكية.
ودعمت هاريس دعمت، مرشح رئاسة بلدية نيويورك المناهض للحرب، مشيدة بقدرته على إشراك الأصوات المهمشة، وقالت: "أنت تُظهر أن هناك أصواتًا تريد أن تُسمع، وهذا قوي جدًا"، معبرة عن إعجابها بحملته.
وخارج المكان، تظاهر العشرات ضد الحرب، بينما داخل القاعة، أثارت تعليقات هاريس ردود فعل متباينة، فاليري لويس (56 عامًا) تأمل أن توحد هاريس البلاد، وتدعم ترشحها مجددًا للرئاسة، وفي المقابل، عارض زوجها يوجين ديكسون (65 عامًا) الفكرة، معتبرًا أن أمريكا "غير مستعدة لرئيسة امرأة"، وردت لويس: "الأمر أصعب للمرأة"، معبرة عن صعوبة التحديات التي تواجهها النساء في السياسة.
ولم تكشف هاريس، التي ستبلغ 61 عامًا قريبًا، عن خططها المستقبلية، ورفضت الترشح لحاكمية كاليفورنيا، تاركة الساحة مفتوحة لتكهنات حول دورها القادم، فهل ستتمكن من الاستفادة من تجربتها لإعادة توحيد حزبها ومواجهة التحديات السياسية المقبلة؟