سَخِرَتْ وكالة الصحافة الفرنسية، في تقريرٍ لها عن مستشار "نظام الحمدين" عزمي بشارة؛ الذي أقسم على الولاء لإسرائيل؛ ليتحول فجأة إلى صانع سياسة النظام في قطر، كاشفةً عن علاقته بـ "حزب الله"، وسيطرته على سياسة قطر التي تعاني عزلة خليجية وعربية دخلت عامها الثاني.
تفصيلاً؛ جاء في التقرير، دخلت الأزمة غير المسبوقة في الخليج بين قطر من جهة والسعودية وحلفائها في الجهة المقابلة، عامها الثاني، أمس الثلاثاء، ومن بين أبرز الأسماء المرتبطة بها عضو سابق في الكنيست الإسرائيلي "عزمي بشارة".
وأضاف التقرير: بعدما عُرف بمواقفه المؤيّدة للفلسطينيين، غادر عزمي بشارة؛ إسرائيل في 2007 خشية تعرُّضه لملاحقات قضائية على خلفية الاشتباه في إجرائه اتصالات مع "حزب الله" اللبناني خلال حرب يوليو 2006، وهو اتهام قام بنفيه.
وتابع: أسّس بشارة؛ المولود في مدينة الناصرة العربية في إسرائيل، حزب التجمُّع الوطني الديمقراطي العربي البارز، المعروف أيضا باسم "بلد"؛ لكنه أعاد تقديم نفسه مفكراً عربياً ورئيساً لمركز أبحاث بعد مغادرته إسرائيل، حتى أصبح مقرباً من دائرة القرار في قطر، وأحد أبرز محرّكي الإعلام القطري في المنطقة.
وقال "ثيودور كراسيك"؛ الخبير في شؤون الخليج، إن بشارة يلعب دوراً رئيساً في "صياغة نهج قطر في المنطقة والعالم عبر وسائل الإعلام والأبحاث".
يترأس بشارة؛ المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، إضافة إلى تأسيسه صحيفة "العربي الجديد"، والتلفزيون العربي، ومواقع وصحفاً إلكترونية أخرى.
ويرى كراسيك؛ أن دور بشارة؛ مسلَّمٌ به؛ مشيراً إلى أنه بالنظر إلى حدة الخلاف بين دول الخليج وإمكان حصول قطيعة دائمة، فإن المفكر الفلسطيني سيظل يجد ملاذاً آمناً في الدوحة.
"راسبوتين الدوحة"
تعرّض بشارة لانتقادات عدة بعدما اتهم في وسائل إعلام خليجية معارضة للدوحة، بتغيير ولاءاته والانتقال من كونه ماركسياً اشتراكياً إلى داعمٍ للإرهاب.
وتخوض قطر منذ الخامس من يونيو 2017 نزاعاً دبلوماسياً مع السعودية والبحرين والإمارات ومصر بعدما قطعت هذه الدول علاقاتها بها، على خلفية اتهامها بدعم جماعات إرهابية في المنطقة، وهي الاتهامات التي تنفيها الدوحة.
كما أخذت على قطر تقرُّبها من إيران؛ الخصم الأكبر للسعودية في المنطقة، والداعم الأول لـ "حزب الله" في لبنان.
وأطلقت وسائل الإعلام الخليجية على بشارة؛ ألقاباً عديدة، من "راسبوتين الدوحة"، إلى "عرّاب الإرهاب القطري"، حتى "عميل الموساد"؛ جهاز الاستخبارات الإسرائيلي.
ولطالما كان بشارة؛ موضع انتقادات خليجية حتى قبل اندلاع الأزمة العام الماضي؛ حيث يقول المناوئون للسياسة القطرية، إنه مقرّبٌ بشكلٍ كبيرٍ من مراكز صناعة القرار في الدوحة، حيث طالبت السعودية عام 2014، بإغلاق مركز الأبحاث الذي يديره بشارة ومنعت كتبه.
وبعد أن كان بشارة؛ من أبرز مؤيدي نظام الأسد و"حزب الله" أصبح من أشد منتقديهم في قطر، وبدأت إسرائيل في يوليو 2017، إجراءات سحب الجنسية من بشارة؛ بعدما رفعت عنه الحصانة البرلمانية بسبب انتقاداته سياساتها.
ويشير كريستيان أولريشسن؛ الخبير في شؤون الخليج في معهد بايكر للسياسات العامة التابع لجامعة رايس الأمريكية، إلى أن "عزمي بشارة؛ أصبح في الدول المقاطعة لقطر رمزاً لكل شيء لا يحبونه في سياسات قطر الإقليمية والخارجية على مدى السنوات العشر الماضية".
ويبدو مستقبل بشارة؛ في الدوحة مضموناً حتى الآن، بحسب المحللين، الذين يشيرون إلى صعوبة التوصل إلى اتفاقٍ قريبٍ بين الدول المتنازعة في الخليج، حيث يقول كراسيك؛ إنه نظراً لصعوبة التوصل إلى اتفاقٍ حالياً، فان المثقف الفلسطيني سيبقى في أمان في الدوحة.