الحرب النووية.. خبراء: هذا ما سيحدث في أوروبا لو فعلها بوتين

صاروخ "توبول- إم" الروسي
صاروخ "توبول- إم" الروسي
تم النشر في

مع تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام الأسلحة النووية ضد أي دولة تهاجم بلاده "إذا كانت مدعومة بقوة نووية"، يطرح البعض السؤال: كيف سيكون عليه الحال في أوروبا لو فعلها بوتين؟

وكان بوتين قد كشف الأربعاء الماضي عن خطط لـ"توسيع" قواعد استخدام الأسلحة النووية، بشكل يسمح لروسيا باللجوء إليها في حال تعرضها لهجوم جوي "مكثف"، وحتى ضد دول لا تحوز عليها، في حال كانت مدعومة من قوى نووية. ويُعَد ذلك إشارة إلى أوكرانيا التي لا تمتلك سلاحًا نوويًّا.

هل أوروبا قادرة على صد ضربة نووية روسية؟

ويشير تحليل لـ"إذاعة أوروبا الحرة/ راديو ليبرتي"، إلى أنه إذا شنت روسيا ضربة نووية ضخمة على أوكرانيا أو أوروبا الغربية؛ فلن يكون هناك الكثير مما يمكن للقارة أن تفعله لوقفها.

وتفيد التقديرات بأن الحسابات الداخلية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) تتوقع أنه في حالة وقوع هجوم شامل من روسيا؛ فإن الكتلة العسكرية لديها "أقل من 5%" من الدفاعات الجوية اللازمة.

ويُعتقد أن روسيا تحتفظ بنحو 1700 رأس نووي داخل أكثر من 500 صاروخ يمكن إطلاقها في غضون دقائق من الصوامع والقاذفات المتنقلة والغواصات والطائرات.

ومن المحتمل أن تكون الولايات المتحدة هي الهدف الأساسي؛ ولكن من المعروف أن العديد من هذه الصواريخ موجهة إلى أوروبا.

ما قد تفعله الأسلحة النووية بأوروبا

تشير النماذج التي توضح ما قد تفعله الأسلحة النووية الحديثة بالمدن، إلى صورة قاتمة للغاية؛ فصاروخ "توبول- إم" الروسي ينفجر في كرة نارية يبلغ عرضها كيلومترًا واحدًا، والتي من شأنها أن تُحرق كل كائن حي في هذه المنطقة.

لا يقف الأمر عند هذا الحد؛ ففي دائرة نصف قطرها سبعة كيلومترات، سوف يموت عدد لا يحصى من المدنيين بسبب الحروق الشديدة، وسوف يُسحقون تحت أنقاض المباني المدمرة بفعل موجة الصدمة.

ثم تأتي الإشعاعات التي من شأنها أن تشبع موقع الانفجار وتسمم الهواء والماء.

مصير المدنيين

ومع الاحتمال الضئيل باستخدام روسيا للأسلحة النووية؛ فإن التساؤل يثار عن مصير المدنيين وماذا يمكن أن يفعلوا في حالة وقوع ضربة نووية، إذا كانت الدفاعات الجوية للدول الأوروبية غير قادرة على إيقافها تمامًا.

تحتفظ بعض العواصم الأوروبية بملاجئ نووية من حقبة الحرب الباردة يتم تجديدها بشكل بطيء.

في كييف، أعيد فتح مخبأ نووي مؤخرًا وتمت إتاحته للاستخدام.

وفي براغ، شهدت شبكة من مخابئ الحرب الباردة ارتفاعًا في الاهتمام من قِبَل السكان المحليين منذ غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022.

واعتبارًا من العام الماضي، بدأت خدمة الإنقاذ من الحرائق في جمهورية التشيك في تحديث المخابئ ومتطلبات نظام الملاجئ.

وفي ألمانيا، بالقرب من مدينة بون، أفادت هايك هولندر، مديرة ملجأ نووي يعمل الآن كمتحف، بارتفاع كبير في عدد الزوار مؤخرًا.

ونقلت عنها "إذاعة أوروبا الحرة" أن الاهتمام بهذا الملجأ النووي، قد زاد -خاصة من الشباب- بسبب الحرب في أوكرانيا.

لا وقت للهروب من الموت

لكن حتى إذا توفرت هذه المخابئ وأصبحت قابلة للاستخدام، فإن "الضربة النووية الروسية لن توفر سوى القليل من الوقت الثمين للهروب إلى ملجأ محصن"، بحسب الباحث البارز في معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح، الخبير في مجال الأسلحة النووية الروسية بافيل بودفيج.

ويقول "بودفيج": إن الفترة من إطلاق السلاح النووي من روسيا إلى الاصطدام بهدف في أوروبا الوسطى، "ستكون في حدود 10 دقائق أو نحو ذلك".

وبينما تحتفظ الولايات المتحدة بشبكة من الأقمار الصناعية القادرة على رصد الصواريخ التي يتم إطلاقها على الفور؛ لكن هذا النظام ربما يكون عديم الفائدة بالنسبة للدول القريبة من روسيا، بحسب "بودفيج".

ويقول إنه رغم أن الولايات المتحدة تمتلك أنواعًا متعددة من أنظمة الإنذار؛ "فإنني أشك في إمكانية تبادل هذه المعلومات بسرعة كبيرة مع الحلفاء في الدول الأوروبية".

نهاية العالم النووية احتمال بعيد

ويرى "بودفيج" أنه على الرغم من التوترات المتزايدة بشكل مطرد بين روسيا والغرب؛ فإن نهاية العالم النووية لا تزال مجرد احتمال بعيد.

وقال: "أعتقد أنه قبل أن نصل إلى هذا الاحتمال الحقيقي، سنرى عددًا لا بأس به من خطوات التصعيد الإضافية".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org