اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوّات الدعم السريع، اليوم "الخميس"، بالقرب من كوبري مايرنو بولاية سنار جنوب شرق البلاد، في وقت حذّر فيه مرصد حقوقي من مجاعة تلوح في الأفق مع فشل الموسم الزراعي بالولاية.
وذكر شهود أن مناوشات بالأسلحة الخفيفة جرت بين الطرفين على تخوم مدينة الدمازين بولاية النيل الأزرق المجاورة لسنار أقصى جنوب شرق البلاد.
وأضافوا: أنّ قوات الدعم السريع بدأت في التقدم نحو مدينة الدمازين بعد سيطرتها على مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار؛ وفقًا لوكالة أنباء العالم العربي.
وكانت قوات الدعم السريع سيطرت على مدينة سنجة، بما في ذلك مقرّ رئاسة الحكومة وقيادة الجيش بالولاية، بعد أنْ توغّلت إلى منطقة جبل موية الاستراتيجية، التي تربط مدن كوستي وربك بولاية النيل الأبيض والمناقل، آخر معاقل الجيش بولاية الجزيرة وسط السودان، بينما احتفظ الجيش بمدينة سنار التي تحمل نفس اسم الولاية وتعدّ مركزها التجاري.
من جهة أخرى حذّر المرصد السناري لحقوق الإنسان من كارثة غذائية وشيكة الحدوث، ومجاعة تلوح في الأفق وتزداد وتيرتها كل يوم لتمتدّ تأثيراتها سريعًا لبقية مدن السودان.
ودعا المرصد طرفَي الحرب إلى تدارك الأمر في أسرع وقت ممكن.
وأدان المرصد في بيان عمليات النهب الممنهج الواسعة التي طالت الآلاف من الآليات الزراعية المختلفة، والوقود وكافة مدخلات الإنتاج الزراعي للمزارعين من قبل قوات الدعم السريع.
وحمّل قوات الدعم السريع كافّة التبعات الكارثية لهذه الجرائم، واعتبرها المتسبّب الرئيسي بهذه الأفعال في فشل الموسم الزراعي بولاية سنار؛ ليكون بهذا الجرم قد حرم الملايين من المواطنين من حقهم المشروع في الحصول على الغذاء.
وبيّن المرصد أن قوات الدعم السريع اجتاحت وسيطرت على عاصمة الولاية سنجة، ومحليات الدالي والمزموم وأبو حجار والدندر، ومناطق كثيرة شرقًا وغربًا وجنوبًا وشمالًا حتى حدود محلية سنار.
وأشار إلى أنّ هذه المناطق من أكبر المساحات الزراعية بالولاية، لتأتي هذه السيطرة مع بداية العمليات التحضيرية للموسم الزراعي الصيفي 2024.
وقال المرصد: "إن هذه الجرائم حكمت على الموسم الزراعي في ولاية سنار بالفشل والانهيار، والذي بدوره ستترتّب عليه أثار كارثية ستمتدّ لكل السودان".
وتقدر مساحة الأراضي الصالحة للزراعة بولاية سنار بأكثر من 3.2 مليون فدان؛ طبقًا للإحصائيات الرسمية لوزارة الزراعة، ويقدر إنتاج الذرة، الغذاء الرئيسي للسودانيين، فيها بحوالي 13 مليون جوال.