"مشعل": "حماس" لن تتخلّى عن مطلب إنهاء الحرب ولا تتعجل في إبرام اتفاق للتهدئة

اعتبر تدمير غزة ثمنًا يجب على الفلسطينيين دفعه من أجل الحرية
خالد مشعل
خالد مشعل
تم النشر في

قال خالد مشعل، أحد أبرز مسؤولي حركة "حماس"، في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" نشرت اليوم "الثلاثاء": "إن مسؤولي حماس لا يتعجلون في إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل بأي ثمن، ولن يتخلوا عن مطالبهم الرئيسية بإنهاء الحرب وانسحاب إسرائيلي"، مضيفًا: "إن حماس لها اليد العليا، لقد صمدت وجعلت الجيش الإسرائيلي في "حالة استنزاف، ومنطق حماس بسيط - الفوز يعني ببساطة البقاء، وعلى الأقل حتى الآن، تمكنت الحركة من فعل ذلك، حتى لو كانت ضعيفة للغاية".

وقدمت تعليقات "مشعل" في المقابلة التي استمرت ساعتين في غرفة المعيشة بمنزله في الدوحة بقطر، نظرة نادرة على تفكير مسؤولي "حماس"، وهو أحد أبرز الشخصيات في المكتب السياسي لـ"حماس"، ويعتبر مهندسًا رئيسيًّا لاستراتيجية الحركة.

وفي المقابلة اعتبر "مشعل" أن "حماس" لا تنتصر حاليًّا في الحرب فحسب، بل ستلعب أيضًا دورًا حاسمًا في مستقبل قطاع غزة.

وفي بداية الحرب عبّر الرئيس الأمريكي جو بايدن عن موقف مماثل لموقف رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، وهو أن "حماس" بحاجة إلى القضاء عليها، لكن "بايدن" لم يعد يتحدث عن القضاء عليها، وشاركت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل في مفاوضات غير مباشرة مع "حماس".

وقال "مشعل": "إنه يفهم ذلك على أنه يعني أن الولايات المتحدة تعترف بأن حماس باقية. والرؤية الإسرائيلية الأمريكية لم تكن تتحدث عن اليوم التالي للحرب، بل عن اليوم التالي لحماس، والآن تقول الولايات المتحدة: نحن في انتظار رد حماس"، مضيفًا: "إنهم يعترفون عمليًّا بحماس"، دون أن يذكر أن الحركة صنفتها الولايات المتحدة وإسرائيل كمنظمة إرهابية.

وذكر أن "افتراض أن حماس لن تكون في غزة أو تؤثر على الوضع هو افتراض خاطئ، فالفلسطينيون وحدهم هم الذين سيحددون الترتيبات الخاصة بالمنطقة".

واستخفّ "مشعل" بالنقد الموجه لقرار "حماس"، وقال: "إن النقاد الفلسطينيين لحماس يمثلون أقلية، وبصفتي فلسطينيًّا مسؤوليتي هي القتال والمقاومة حتى التحرير".

واعترف بأن الهجوم الإسرائيلي تَسبّب في دمار هائل، لكنه اعتبر أنه "ثمن يجب على الفلسطينيين دفعه من أجل الحرية".

وعندما سئل عن كيفية مساعدة الهجوم الذي قادته "حماس" في تحسين الوضع بالنظر إلى الدمار الذي لحق بغزة، أصرّ على أنه لم يكن يتعلّق بتحقيق نصر عسكري على إسرائيل بقدر ما جعلها تدرك أن سياساتها غير مستدامة.

وقال "مشعل": "قبل 7 أكتوبر كانت غزة تموت موتًا بطيئًا، وكنا في سجن كبير وأردنا التخلص من هذا الوضع".

وأعلن بعض المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين الحاليين والسابقين أنهم يعتقدون أن من غير المرجح هزيمة "حماس" في هذه الحرب، وقال اللواء جادي شامني القائد السابق للفرقة العسكرية الإسرائيلية في غزة: "إنه في حين لا يمكن إنكار أن إسرائيل دمرت القدرات العسكرية لحماس؛ فقد استعادت حماس السيطرة على البلدات في غضون 15 دقيقة من الانسحابات الإسرائيلية، ولا يوجد من يمكنه تحدي حماس هناك بعد مغادرة القوات الإسرائيلية، وأكبر فشل هو أن نتنياهو لم يحاول تقديم هيئة حاكمة بديلة واقعية في غزة في أعقاب الانسحابات الإسرائيلية".

وخلص بعض أعضاء القيادة العسكرية الإسرائيلية إلى أن وقف إطلاق النار مع "حماس" هو أفضل مسار للعمل، حتى لو تركت الحركة في السلطة في الوقت الحالي.

ولا يزال آلاف المقاتلين والمسؤولين الحكوميين التابعين لـ"حماس" يمارسون السيطرة على أجزاء كبيرة من غزة، وفي المدن التي سيطرت عليها القوات الإسرائيلية لفترة وجيزة، أدى رحيلها في النهاية إلى فراغ ملأته بسرعة "حماس" وغيرها من الجماعات المسلحة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org