بعد مرور أكثر من أسبوع على الهجوم الذي استهدف قاعدة في الأردن وأسفر عن مقتل 3 جنود أمريكيين، رجح تقييم أولي أن القوات الأمريكية لم ترصد الطائرات بدون طيار المهاجمة.
وتفصيلاً، أشارت النتائج الأولية، التي لم يتم الإبلاغ عنها سابقاً، إلى أنه لم يتم رصد الطائرة بدون طيار بسبب مسار طيرانها المنخفض، بحسب ما قال مسؤول دفاعي أمريكي على دراية مباشرة بالتقييم لصحيفة "واشنطن بوست".
وأوضح المسؤول أن القاعدة، المعروفة باسم "البرج 22"، لم تكن مجهزة بأسلحة يمكنها صد التهديدات الجوية مثل الطائرات بدون طيار، وبدلاً من ذلك اعتمدت على أنظمة الحرب الإلكترونية المصممة لتعطيلها أو تعطيل طريقها إلى الهدف، وفقاً للعربية نت.
والطيران على ارتفاع منخفض على الأرض إستراتيجية شائعة بين مشغلي الطائرات بدون طيار الذين يسعون إلى عدم كشفهم من قبل الرادار أو التهرب منه.
وأكد مسؤول أمريكي آخر اعتقاد الجيش بأن الطائرة بدون طيار حلقت على ارتفاع منخفض للغاية بحيث لا يمكن اكتشافها.
وتحدث المسؤولان، مثل البعض الآخر، بشرط عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة تحقيق حساس ومستمر، فيما شدد مسؤولو الدفاع على أن التقييمات يمكن أن تتغير عندما يعلم المحققون المزيد من المعلومات.
ويبدو أن النتائج الأولية، مجتمعة، تقوض التأكيدات السابقة بأن الدفاعات الجوية الأمريكية أخطأت في اعتبار الطائرة المهاجمة طائرة أمريكية بدون طيار عائدة إلى القاعدة في نفس الوقت تقريباً.
وتثير تساؤلات جديدة حول قدرة البنتاغون على مواكبة التهديدات التي تواجه الأفراد الأمريكيين المنتشرين في جميع أنحاء الشرق الأوسط منذ أن أدت الحرب في غزة إلى تسارع أعمال العنف.
ورفضت القيادة المركزية الأمريكية، التي تشرف على النشاط العسكري في جميع أنحاء المنطقة، تحديد ما إذا كان المسؤولون يعتقدون أن المسلحين المسؤولين كانوا على علم بالدفاعات المحدودة للقاعدة.
يذكر أن "البرج 22" يقع عند منطقة الحدود المشتركة بين الأردن وسوريا والعراق، وهي قاعدة تعمل كموقع دعم لقاعدة التنف في سوريا، والتي تقع على طول الطريق السريع الرئيسي الذي يربط طهران بدمشق.
ومن التنف، سعت القوات الأمريكية إلى تعطيل جهود إيران لتزويد الشركاء والوكلاء بالأسلحة والعتاد في سوريا وخارجها.
وأدى الهجوم الذي وقع في 28 يناير الماضي في الأردن إلى مقتل ثلاثة جنود بالجيش الأمريكي، وهي أول حالة وفاة أمريكية بنيران معادية منذ أن أدت الحرب الإسرائيلية في غزة إلى هجمات متكررة على المواقع الأمريكية في العراق وسوريا من قبل مجموعات تابعة لإيران.
ووقع ما لا يقل عن 168 حادثاً من هذا القبيل منذ منتصف أكتوبر، وفقاً لبيانات البنتاغون.
وفي "البرج 22"، أصيب العشرات من الأفراد الآخرين في الانفجار الذي ضرب وحدة سكنية في الصباح الباكر بينما كان العديد من الجنود الـ 350 المنتشرين هناك نائمين.
ورداً على ذلك شنت الطائرات الحربية الأمريكية ضربات يوم الجمعة الماضي استهدفت أكثر من 85 هدفاً في العراق وسوريا قال مسؤولون عسكريون إنها مرتبطة بفيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، والميليشيات المحلية التي تدعمها.
وعلى الرغم من أن البرج 22 كان مجهزاً بأنظمة حرب إلكترونية "متعددة" قادرة على إيقاف الطائرات بدون طيار، إلا أنه كان لديه وسائل محدودة لحماية نفسه.
وقال مسؤول الدفاع الذي لديه معرفة مباشرة بالتقييم العسكري المبكر إن الموقع يعتبر بيئة منخفضة التهديد نسبياً.
وأضاف "استند هذا إلى أن الغالبية العظمى من التهديدات و99% من الهجمات التي ينفذها وكلاء إيران كانت ضد منشآت في العراق وسوريا".