قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، مساء الأحد إن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في لبنان لا تزال في جميع المواقع، وعَلَم المنظمة الدولية لا يزال يرفرف.
وتفصيلاً، أوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش يطالب بضرورة ضمان سلامة وأمن أفراد المنظمة الدولية وممتلكاتها، ونقل قوله إن قوات اليونيفيل ومقارها يجب ألا تُستهدف، ومثل هذه الهجمات تمثل جريمة حرب.
وطالب غوتيريش جميع الأطراف، بمن فيهم الجيش الإسرائيلي، بالإحجام عن أي أعمال تُعرّض قوات حفظ السلام للخطر.
وقالت اليونيفيل إن دبابتَين إسرائيليتَين من طراز ميركافا قامتا بتدمير البوابة الرئيسية لموقع تابع لها فَجر الأحد، ودخلتاه عنوة، وفقًا لـ"العربية نت".
وأوردت القوة في بيان أنه بعد عبور قوات إسرائيلية الحدود في بلدة رامية "قامت دبابتان من طراز ميركافا تابعتان للجيش الإسرائيلي بتدمير البوابة الرئيسية للموقع، ودخلتاه عنوة"، ثم غادرتا "بعد نحو 45 دقيقة".
وقالت إن إطلاق رشقات نارية لاحقًا شمال الموقع ذاته "أدى إلى انبعاث دخان كثيف"، عانى إثره "15 جنديًّا تابعًا لقوات حفظ السلام آثار ذلك، بما في ذلك تهيج الجلد ومشاكل في المعدة".
وجاء ذلك بعد أن أوقف جنود إسرائيليون السبت "حركة لوجستية شديدة الأهمية لليونيفيل بالقرب من ميس الجبل، ومنعوها من المرور"، وفقًا للبيان.
وقالت قوة الأمم المتحدة إنها طلبت "تفسيرًا" من الجيش الإسرائيلي بعد "الانتهاكات المروعة" التي طالت إحدى قواعدها في جنوب لبنان، وذلك بعد مطالبة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الأمم المتحدة بإبعاد اليونيفيل عن الحدود.
وأضاف البيان: "للمرة الرابعة في غضون يومين، نُذكّر الجيش الإسرائيلي وجميع الأطراف الفاعلة بالتزاماتهم بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها، واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات".
وأشارت اليونيفيل إلى أن "خرق موقع تابع للأمم المتحدة والدخول إليه يُشكّل انتهاكًا صارخًا آخر للقرار 1701 (2006). وأي هجوم متعمد على جنود حفظ السلام يشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن 1701".
وفي وقت سابق أمس الأحد حث بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، على نقل قوات اليونيفيل من مناطق القتال في لبنان. ودعا نتنياهو غوتيريش إلى إبعاد قوة الأمم المتحدة في لبنان عن "الخطر على الفور".
وقال نتنياهو في بيان مصور متوجهًا إلى غوتيريش: "أبعدوا قوات اليونيفيل عن الخطر. يجب القيام بذلك الآن وعلى الفور"، نقلاً عن فرانس برس.
وذكر نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي طلب من الأمم المتحدة إجلاء الجنود مرارًا، مضيفًا بأن وجودهم في المنطقة يجعلهم "رهائن لدى حزب الله"، على حد تعبيره.
وأُصيب 5 على الأقل من عناصر اليونيفيل في الأيام الاخيرة خلال معارك دارت بين القوات الإسرائيلية وحزب الله في جنوب لبنان.
ومن جانبه، طالب البابا فرنسيس أمس الأحد بـ"احترام" قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، وذلك بعد جرح عدد من عناصرها في جنوب لبنان، وقال: "أنا قريب من كل الناس المعنيين، فلسطين، إسرائيل، لبنان، وأطلب احترام قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة".
وكانت قوات اليونيفيل، التي تضم في عدادها 10 آلاف جندي أممي، قد حذرت أمس السبت من خطورة الوضع في جنوب لبنان. وحثت الدول الـ 34 المشاركة في اليونيفيل في بيان مشترك على ضرورة توفير الحماية لأفراد قوات حفظ السلام، ودانت الاستهدافات التي طالت القوات الأممية خلال اليومين الماضيين في لبنان.
ومنذ 23 سبتمبر كثفت إسرائيل من حملة القصف على ما تقول إنها بنى تحتية ومواقع لحزب الله.