ناشدت منظمة "الخوذ البيضاء"، وتمثل الدفاع المدني في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق، اليوم الأربعاء، المجتمع الدولي إرسال فِرق إنقاذ؛ لدعمهم في البحث عن عالقين تحت أنقاض مئات المباني المدمَّرة في شمال سوريا.
وقال متحدث إعلامي باسم المنظمة محمد الشبلي وفق وكالة "فرانس برس": هناك ناس يموتون، كل ثانية، تحت الأنقاض، نحن حاليًا في سباق مع الوقت.
ومنذ فجر الاثنين، يقود متطوّعو الخوذ البيضاء عمليات الإنقاذ في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق في محافظتي إدلب (شمال غرب)، وحلب (شمال)، يبحثون عن ناجين تحت أنقاض أبنية انهارت كليًا أو جزئيًا، ويسعفون الجرحى وينقلون حتى الموتى من المستشفيات إلى المقابر.
وأضاف "الشبلي" الموجود في الجانب التركي من الحدود مع سوريا: نطلب من المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته تجاه الضحايا، يجب أن تدخل فِرق إنقاذ دولية.
وتساءل: هل نمتلك القدرة وحدنا على مواجهة تلك الكارثة؟ إنه أمر شبه مستحيل، إنه أمر تعجز دول عنه.
وأشار إلى وجود نقاط كثيرة لم تتم تغطيتها حتى الآن.
يشار إلى أن منظمة "الخوذ البيضاء" تأسست في بداية سنوات النزاع السوري في مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة، وتضم 3300 شاب وشابة، بينهم 1600 مخصصون لعمليات البحث والإنقاذ.
وقال الشبلي: بعد 56 ساعة من العمل المتواصل، لا تزال لدينا معلومات عن مئات العائلات المفقودة أو العالقة تحت الأنقاض.
وأضاف: مع مُضيّ الوقت، تتراجع فرص نجاة الناس شيئًا فشيئًا، فهم يفقدون السوائل في ظل درجات حرارة منخفضة، وتنخفض مؤشراتهم الحيوية، وتتراجع قدراتهم الجسدية تدريجيًا.
وفي مناطق عدة، تعمل فِرق الإنقاذ بإمكانيات محدودة، إذ يضطر عناصرها بمؤازرة السكان للنبش أحيانًا بأيديهم أو بوساطة معاول، وحتى بأوانٍ منزلية.
ووفق الشبلي، تحتاج المنظمة إلى آليات ثقيلة وقِطع غيار للآليات الموجودة لديها ومُعدات.
وقال: الحاجة كبيرة، لكن السؤال: متى تصلنا؟
ومن سرمدا في محافظة إدلب، قالت المتطوعة في "الخوذ البيضاء" فاطمة العبيد: الفِرق مُنهَكة جدًا، لكنها تُواصل العمل، يمنحها إخراج أحياء من تحت الركام الأمل والحماسة.
وفي مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر عناصر من "الخوذ البيضاء" يحملون فتاة صغيرة ويحيط بهم العشرات وهم يحتفلون بإخراجها وأفراد عائلتها من تحت الركام في قرية بسنيا.
وقالت "العبيد": كانت فرحة المتطوعين لا توصَف.