تنبعث رائحة خشب مقطوع حديثًا من معسكر بُني أخيرًا في بيلاروسيا قد ينتهي به المطاف ليكون مأوى لمقاتلي فاغنر بعد تمردهم، الذي لم يستمرّ طويلًا ضد قادة الجيش الروسي الشهر الماضي.
وبعد وساطة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، أبرم الكرملين اتفاقًا مع رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين لإنهاء التمرد وانتقاله إلى بيلاروسيا المجاورة مع بعض رجاله، لكن "لوكاشنكو" ألقى بظلال من الشكّ، الخميس الماضي، على هذا الاتفاق بعدما ذكر أن "بريغوجين" ومقاتليه ليسوا على الأراضي البيلاروسية.
وقال المسؤول في وزارة الدفاع البيلاروسية ليونيد كاسينسكي: "إذا كنتم تبحثون عنهم، فلن تجدوهم هنا".
وأضاف فيما كان يسير داخل الموقع في وسط بيلاروسيا مع صحافيين أجانب تلقّوا دعوة نادرة إلى هذا البلد الخاضع لسيطرة مشددة؛ لإجراء مقابلة مع "لوكاشنكو": "القرار النهائي بشأن مكان تمركزهم يعود إلى فاغنر وقادتها"؛ وفقًا لـ"فرانس برس".
وازدادت التكهنات حول إمكان استخدام مقاتلي فاغنر المعسكر بعد انتشار صور بالأقمار الاصطناعية في تقارير إعلامية أظهرت أعمال البناء هناك في فترة قريبة من وقت التمرُّد، ونفى "لوكاشنكو" المعلومات التي تفيد بأن بيلاروسيا تبني منشأة جديدة، لكنه أشار إلى أنه عرض مواقع عسكرية سابقة، بما فيها الموقع الموجود في تسيل، على "فاغنر".
ولا تزال هناك الكثير من الأمور غير الواضحة بشأن الاتفاق الذي أدّى إلى إنهاء التمرُّد، والذي سمح لـ"لوكاشنكو" بأن يؤدّي دور وسيط قوي، وإذا كان مقاتلو فاغنر قد غادروا مدينة روستوف جنوب روسيا عقب إنهاء التمرد ولم ينتقلوا إلى الآن لبيلاروسيا؛ فأين يتواجدون؟