واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الاثنين قصف قطاع غزة مُهددةً بمجاعة للمدنيين بعد ليلة عيد ميلاد حزينة للفلسطينيين في بيت لحم بالضفة الغربية، وذلك تحت وطأة الحرب التي قاربت على إتمام شهرها الثالث.
وحتى الآن لا تظهر أي بادرة تشير إلى قرب وقف إطلاق النار لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني الذي يواجه مأساة إنسانية لا توصف، فيما يقترب شبح المجاعة من الفتك بسكان القطاع.
وتفصيلاً، قال مسؤولون طبيون فلسطينيون إن عدد قتلى الغارة الجوية الإسرائيلية على وسط قطاع غزة اليوم الاثنين ارتفع إلى 106 أشخاص، وهذا الإعلان يجعل الغارة الجوية التي وقعت ليل الأحد في مخيم المغازي للاجئين من بين أكثر الهجمات الجوية دموية في القصف الجوي الإسرائيلي على غزة، الذي بدأ في 7 أكتوبر.
وقالت وزارة الصحة في غزة اليوم الاثنين إن 20.674 قُتلوا، وأصيب 54.536 من جراء الضربات الإسرائيلية على القطاع منذ بداية الحرب، وفقًا لـ"العربية نت".
وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة بقطاع غزة مقتل 250 وإصابة 500 من جراء القصف الإسرائيلي على القطاع خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وقال مسؤولو المستشفى في البداية إن 68 شخصًا لقوا حتفهم، واليوم الاثنين انتشل المسعفون أكثر من 30 جثة إضافية، تم نقلها إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، وسجلت سجلات المستشفى 106 حالات وفاة، فيما يقول الجيش الإسرائيلي إن الحادث قيد المراجعة.
وفي وقت سابق من اليوم طالب جيش الاحتلال سكان مخيم البريج قرب وادي غزة بالإخلاء الفوري، فيما أفاد مراسل "العربية" و"الحدث" بتجدد القصف الصاروخي على مستوطنات غلاف غزة.
وقبلها أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الاثنين تعليقًا مؤقتًا للأنشطة العسكرية "لأغراض إنسانية" في حي الشيخ محمد اليمني غرب دير البلح وسط قطاع غزة بدءًا من الساعة العاشرة صباحًا بالتوقيت المحلي حتى الساعة الـ1400 ظهرًا.
وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي على منصة "إكس": "إن القتال والتقدم العسكري للجيش في منطقة خان يونس لا يسمح بتنقل المدنيين عبر محور صلاح الدين في المناطق الواقعة شمال وشرق خان يونس"، مضيفًا بأن محور صلاح الدين يشكل في هذه المناطق ساحة قتال، ومن الخطر الوصول إليه.
وقال أدرعي إن الجيش سيتيح تنقل المدنيين الإنساني عبر المحور الالتفافي الواقع غرب خان يونس، مضيفًا بأن الانتقال للاتجاهين في منطقة رفح وخان يونس باتجاه دير البلح ومخيمات الوسطى سيكون متاحًا عبر محورَي شارع الرشيد (البحر)، وشارع الشهداء في دير البلح.
وفي ليلة الميلاد لم يتوقف القصف في القطاع الفلسطيني للحظة.
وفي وقت مبكر من اليوم الاثنين أفاد إعلام فلسطيني بمقتل 23 شخصًا في غارة نفذتها إسرائيل على منزل في خان يونس جنوب قطاع غزة، كما أسفر قصف عن مقتل 12 شخصًا بالقرب من قرية الزوايدة الصغيرة (وسط القطاع)، حسب وزارة الصحة في غزة.
ووجهت إسرائيل نحو خمسين ضربة متتالية لوسط القطاع.
وشهدت نهاية الأسبوع سقوط عدد كبير من القتلى في القطاع المكتظ بالسكان، الذي تسيطر عليه منذ 2007 حركة حماس.
وفي الجانب الإسرائيلي قُتل أكثر من 15 عسكريًّا خلال الأيام الثلاثة الماضية، وصباح الاثنين أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين آخرَين؛ ما يرفع إلى 156 حصيلة خسائر القوات العاملة على الأرض في غزة.
وبحسب المكتب الصحفي للجيش الإسرائيلي، بلغ العدد الإجمالي للقتلى من العساكر الإسرائيليين منذ بداية تصعيد الصراع 489 جنديًّا.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد: "ندفع ثمنًا باهظًا جدًّا للحرب، لكن ليس أمامنا خيار سوى مواصلة القتال".
وأجبر القصف الإسرائيلي المصحوب بتوغل بري في القطاع معظم سكان القطاع، البالغ عددهم 2.3 مليون، على الفرار من منازلهم.
وتوعدت إسرائيل بالقضاء على حماس بعد الهجوم غير المسبوق والعنيف الذي شنته الحركة في السابع من أكتوبر الماضي، وأسفر عن 1140 قتيلاً، معظمهم من المدنيين، كما تفيد آخر الأرقام الرسمية الإسرائيلية.
وما زال الوضع الإنساني في غزة كارثيًّا؛ فمعظم المستشفيات هناك خارج الخدمة، وفي الأسابيع الستة المقبلة يواجه جميع السكان خطر مستوى عالٍ من انعدام الأمن الغذائي؛ ما قد يؤدي إلى مجاعة، كما تقول الأمم المتحدة.
وعلى الرغم من تبنّي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الجمعة قرارًا يدعو إلى تسليم المساعدات الإنسانية "الفورية" و"على نطاق واسع"، لم تسجل زيادة كبيرة في هذا المجال.
أما الوسطاء المصريون والقطريون فما زالوا يحاولون التفاوض على هدنة جديدة بعد توقف القتال لمدة سبعة أيام في نهاية نوفمبر، سمح بالإفراج عن 105 محتجزين لدى حماس و240 أسيرًا فلسطينيًّا، إضافة إلى دخول قوافل مساعدات إنسانية كبيرة إلى غزة.
وذكر مصدر في حركة الجهاد أن الأمين العام للحركة زياد النخالة وصل على رأس وفد إلى القاهرة.