لا تزال طبيعة وأهداف الرد الإسرائيلي المزمع على الهجوم الذي شنته إيران قبل أسبوع تقريباً على مناطق إسرائيلية بما يناهز 200 صاروخ باليستي، محل نقاش لا سيما بين الجانبين الأمريكي والإسرائيلي.
وفي ظل تزايد احتمالات الهجوم الإسرائيلي الانتقامي يبزر الهدف والمدى الذي يمكن أن تصل إليه الضربة الإسرائيلية، فالحديث يدور حول توجيه ضربات إلى المنشآت النفطية الحيوية، فيما لا يستبعد بعض المراقبين توجيه ضربات إلى المنشآت النووية الإيرانية.
وجاءت مكالمة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهي الأولى بينهما منذ شهور، في ظل توتر العلاقات بين الطرفين، لمناقشة الخطط الإسرائيلية للرد على إيران.
وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير للصحفيين إن المكالمة استمرت حوالي 30 دقيقة وتضمنت "مجموعة من القضايا". وقالت جان بيير: "كانت مباشرة ومثمرة"، وقد استغرق مناقشة خطط إسرائيل للرد على إيران أغلب المكالمة، ولكن مستقبل الحملة الإسرائيلية ضد حزب الله في لبنان نوقش أيضاً بالتفصيل، وفقاً لمسؤول أمريكي مطلع على المكالمة بحسب ما أوردت شبكة "ABC" الأمريكية.
وقال المسؤول الأمريكي المطلع على المكالمة، إنه في حين لم يقدم نتنياهو رؤية نهائية كاملة للهجوم المضاد، إلا أن أعضاء إدارة "بايدن" ما زالوا راضين نسبياً عن مستوى التفاصيل التي تمت مشاركتها، وشعروا أن الحكومة الإسرائيلية كانت متقبلة لحججهم بشأن التمسك بالأهداف العسكرية التقليدية بدلاً من مواقع الإنتاج النووي أو النفطي.
في الوقت الذي أبدت فيه واشنطن ارتياحها النسبي لإمكانية استهداف تل أبيب لمواقع إيرانية تقليدية، واستبعاد المنشآت النفطية والنووية بناءً على الطلب الأمريكي، فقد جاءت كلمات وزير الدفاع الإسرائيلي مبددة - بعض الشيء - لهذا الارتياح وفي إطار الحرب النفسية التي يمارسها الطرفين الإسرائيلي والإيراني في الآونة الأخيرة.
وقال يوآف جالانت إن رد إسرائيل على هجوم إيران سيكون "قاتلاً ودقيقاً وفوق كل شيء مفاجئاً". وأضاف وزير الدفاع "لن يفهموا ما حدث وكيف".
ويبدو أن تل أبيب تتعمد إبقاء خططها غير واضحة، وذلك لتحقيق عنصر المفاجأة في الهجوم المزمع على إيران، وإفشال أي احتياطات إيرانية لتقليل أو إضعاف حجم الضربة.