ارتفعت حصيلة ضحايا الهجوم الإيراني على إقليم كردستان العراق إلى 13 قتيلاً، فيما أعلنت القيادة المركزية الأمريكية إسقاط طائرة مُسيَّرة إيرانية قبيل استهدافها أربيل من نوع مهاجر 6، الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت بغداد، وفقًا لـ"العربية نت".
وتفصيلاً، أعلنت الخارجية العراقية في بيان صادر عن المتحدث باسمها، في وقت سابق الأربعاء، أن بغداد تعتزم استدعاء السفير الإيراني في العراق تعبيرًا عن الاحتجاج على قصف استهدف مناطق عدة في إقليم كردستان شمال البلاد.
وأورد البيان أنه "سيتم استدعاء السفير الإيراني في بغداد بشكل عاجل لتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة من جراء عمليات القصف المستمرة" التي أدت إلى مقتل سبعة أشخاص، وإصابة 28 آخرين بجروح، وفق حصيلة وزارة الصحة في حكومة إقليم كردستان.
وكانت تقارير صحية قد أعلنت في وقت سابق ارتفاع ضحايا القصف الإيراني على مناطق كردية شمال العراق، وتحديدًا في أربيل والسليمانية، إلى 7 قتلى و28 جريحًا، فيما أعلنت مصادر كردية أن الحرس الثوري الإيراني جدَّد قصفه شمال العراق بخمسة صواريخ.
واعتبرت القيادة المركزية الأمريكية أن قصف إيران لكردستان يهدد المدنيين، ويهز استقرار المنطقة.
وأفادت شبكة "رووداو" الإعلامية اليوم الأربعاء بوقوع قصف إيراني على مقار حزبية كردية معارضة في أربيل بإقليم كردستان العراق.
ونقلت الشبكة عن رئيس حزب الحرية الكردستاني الإيراني المعارض، حسين يزدان بنا، قوله إن مقار الحزب في منطقة شيراوا التابعة لمحافظة أربيل تعرضت لقصف من جانب إيران، مشيرًا إلى أن القصف لا يزال مستمرًّا دون أن يوضح حجم الأضرار.
ونقلت الوكالة عن مدير ناحية سيدكان، إحساب جلبي، أن الحرس الثوري الإيراني واصل قصف مناطق تابعة لإقليم كردستان العراق.
وقال "جلبي" للشبكة الكردية إن القصف المدفعي بدأ منذ يوم السبت الماضي، واستهدف قرى ومرتفعات تتبع محافظة أربيل عاصمة الإقليم.
ووصف جلبي قصف اليوم بأنه "أشد كثافة" من الأيام الماضية بعد سقوط عدد أكبر من القذائف على أراضي الإقليم.
وذكر مراسل قناة "العربية" و"الحدث" أن مُسيَّرات إيرانية قصفت مقار جمعية كردية في السليمانية شمال العراق. وأضاف بأن مدفعية الحرس الثوري الإيراني جددت قصف بلدة سيدكان شمال أربيل.
وذكرت مصادر للعربية أن اثنين قُتلا، وأُصيب 9 آخرون في القصف المدفعي والجوي الإيراني على السليمانية.
بدورها، قالت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية إن الحرس الثوري شن هجمات بصواريخ وطائرات مُسيَّرة على "إرهابيين" في المنطقة الكردية شمال العراق اليوم الأربعاء.
ولاحقًا، أعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المعارض للنظام في إيران، في بيان اليوم الأربعاء، مقتل اثنين من عناصره في قصف صاروخي، وقصف بمُسيَّرات، شنتهما إيران.
ودانت وزارة الخارجية العراقية استهداف إيران المدفعي والصاروخي على مناطق في كردستان العراق، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء العراقية.
ووصفت الخارجية في بيان الاستهدافات المدفعية والصاروخية من إيران بأنها "أعمال استفزازية أحادية الجانب"، مشيرة إلى أنها "تُعقِّد المشهد الأمني، وتُلقي بظلالها على المنطقة". وقال بيان الخارجية إن هذه الأعمال التي أدت لسقوط قتلى وجرحى "لن تساهم إلا بالمزيد من التوتر".
وجددت الخارجية رفض العراق أي "منطق عسكري لمواجهة التحديات الأمنية"، كما أكدت أنها "سترتكن لكل ما يكفل عدم تكرار ذلك، وبأعلى المواقف الدبلوماسية". وأوضحت أن نحو 20 مُسيَّرة إيرانية استهدفت شمال البلاد.
بدورها، طالبت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق بوقف الهجمات فورًا على إقليم كردستان الواقع شمال البلاد. ووصفت البعثة على "تويتر" الهجوم بالصواريخ على أراضي إقليم كردستان العراق بأنه "عمل طائش، وله عواقب وخيمة".
وكان القصف الإيراني قد تجدد مساء الاثنين على مناطق في إقليم كردستان العراق؛ إذ استخدم الحرس الثوري الراجمات والأسلحة الثقيلة.
وأضاف مراسل "العربية/ الحدث" بأن الضربات الإيرانية استهدفت براجمات الصواريخ مواقع في الإقليم، مشيرًا إلى أن هناك عمليات نزوح من المدنيين بدأت من المناطق التي قصفها الحرس الثوري.
وتتهم طهران المعارضين الإيرانيين الأكراد المسلحين بالضلوع في الاضطرابات الجارية في البلاد، ولاسيما في الشمال الغربي حيث يعيش معظم الأكراد الإيرانيين، البالغ عددهم 10 ملايين.
يُذكر أن الاحتجاجات في إيران كانت قد اندلعت في 16 سبتمبر في إيران، يوم وفاة مهسا أميني بعد ثلاثة أيام من توقيفها في طهران بتهمة "ارتداء ملابس غير لائقة"، وخرقها قواعد لباس المرأة الصارمة في إيران.