أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية -بأشد العبارات- تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ بأن أحد أهداف العدوان على قطاع غزة هو تهجير المواطنين.
جاء ذلك رداً على تصريحات نتنياهو؛ أمام "لجنة الخارجية والأمن" في الكنيست الإسرائيلية، أمس الثلاثاء، التي قال فيها إنه من الممكن استخدام الميناء الأمريكي على سواحل قطاع غزة، تحت إشراف الاحتلال لترحيل الغزيين.
وأوضحت "الخارجية"، في بيانٍ صادرٍ عنها نقلته وكالة وفا للأنباء، اليوم الأربعاء، أن نتنياهو يتفاخر بتوفير جميع مقومات هذا التهجير وأسبابه، بما في ذلك تصعيد القصف الوحشي الراهن وكأن الحرب بدأت من جديد، وإمعان جيش الاحتلال بالتدمير الكامل وتحويل القطاع لأرض قاحلة تتعذر الحياة فيه، بشكلٍ يترافق مع توسيع دوائر القتل الجماعي في صفوف المدنيين.
وأشارت إلى أنه يضع مزيداً من العراقيل أمام الجهود الدولية المبذولة لإدخال المساعدات والاحتياجات الإنسانية الأساسية بشكلٍ مستدام، الأمر الذي يعمّق المجاعة في قطاع غزة وازدياد أعداد الشهداء من الأطفال نتيجة لها، إضافة إلى انعدام الأمن الغذائي لأكثر من نصف سكان القطاع، ووضع أكثر من مليونَي مواطن في دوامة من النزوح المتواصل بحثاً عن أي مكانٍ آمن ٍغير متوافر.
ولفتت "الخارجية الفلسطينية" إلى أنه بعد 166 يوماً على حرب الإبادة الجماعية، يواصل المجتمع الدولي إعادة إنتاج فشله في حماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم الإنسانية الأساسية، ويتمثل بنمطية بائسة في تشخيص الحالة الإنسانية الكارثية في القطاع، ويكثر من وصف أبعادها وتداعياتها الخطيرة، ويواصل تكرار مطالباته ومناشداته للحكومة الإسرائيلية، ويراهن على أخلاقياتها لكن دون جدوى، ودون أن يجد أي آذان صاغية للضمير الإنساني، ودون أن يترجم مواقفه وأقواله وقراراته إلى أفعالٍ وإلى إجراءاتٍ تلزم الحكومة الاسرائيلية بقوة القانون الدولي على حماية المدنيين وإدخال المساعدات بشكلٍ مستدام.
وأكّدت أن حماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم هي قضية إنسانية بامتياز، وعلى العالم ألا يسمح لنتنياهو إخضاعها لأي حساباتٍ أو مفاوضاتٍ أو ابتزازٍ، حيث لا شيء يمكن أن يبرّر الفشل الدولي في حماية المدنيين وإدخال المساعدات لهم بشكلٍ مستدامٍ مهما كانت رغبات وسياسة وأهداف الجانب الإسرائيلي.