شهدت الأزمة في النيجر تطورات جديدة، حيث أعلن ناشط نيجري ثان إنشاء جبهة جديدة لدعم الرئيس المعزول محمد بازوم، الذي أطاح به انقلاب عسكري قبل أسابيع.
وتفصيلاً، ظهر محمد صلاح في شريط فيديو جرى تداوله على منصات التواصل الاجتماعي، الأربعاء، وهو يعلن إنشاء جبهة جديدة تسمى "جبهة التحرير الوطني (FPL)" في النيجر، وتطالب الجبهة الجديدة بالإفراج عن بازوم واستعادة النظام الدستوري.
و"صلاح: من قبائل "التبو"، ويعرف عنه أنه من المؤيدين لبازوم واستعادة النظام الدستوري والديمقراطي في البلاد، وهذا هو الخلاف الذي نشب بينه وبين حركته السابقة.
وكان "صلاح" قد طرد الثلاثاء من اتحاد القوى الشعبية التي كان رئيساً لها، وهي حركة سياسية عسكرية أبرمت السلام مع حكومة النيجر في مايو الماضي، فيما بررت الحركة الشعبية طرده من رئاستها، بـ"عدم احترام الالتزامات التي تعهد بها"، و"عدم احترام النظام الداخلي والأساسي للحركة".
وكررت الحركة دعمها للمجلس الوطني لحماية الوطن، وهو الاسم الرسمي للمجلس العسكري الذي يحكم البلاد بعد الانقلاب، مؤكدة أنها "مستعدة للانضمام إلى صفوف قوات الدفاع والأمن في جميع الظروف للدفاع عن البلاد"، وفقاً للعربية نت.
وأعقبت تصريحات صلاح، تحذيرات أطلقها عيسى بولا مستشار الرئيس النيجري المعزول بالذهاب إلى الحرب، والانخراط في عمل مسلح من أجل عودة النظام الدستوري في النيجر.
وقال بولا إن مجموعة "إيكواس" الإفريقية يمكنها التدخل عسكرياً عبر عملية نوعية في القصر الجمهوري، وإنها "إذا لم تفعل ذلك فستفقد مصداقيتها في إفريقيا".
وكان قيادي سابق فيما يعرف باسم "ثورة الطوارق في النيجر"، أعلن مطلع أغسطس تأسيس "مجلس المقاومة من أجل الجمهورية" في النيجر، للدفاع عن شرعية بازوم ونظامه.
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، الأربعاء، أن باريس لا تعترف بأي قرارات اتخذها الانقلابيون في النيجر.
ويأتي هذا بينما تستعد النيجر للتصدي لحرب من دول مجاورة هددت بغزوها بعد ثلاثة أسابيع من إطاحة جنود متمردين برئيس النيجر، محمد بازوم.
ويطالب سكان العاصمة نيامي، بتجنيد جماعي لمتطوعين من أجل مساعدة الجيش في مواجهة التهديد المتزايد من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، والتي تقول إنها ستستخدم القوة العسكرية، إن لم يعد المجلس العسكري بازوم إلى السلطة.
وقامت "إيكواس" بتفعيل "قوة احتياطية" لاستعادة النظام في النيجر بعد تجاهل المجلس العسكري للموعد النهائي لإعادة بازوم إلى منصبه وإطلاق سراحه.
وقال أمسارو باكو، أحد مؤسسي مبادرة تجنيد المتطوعين، لوكالة "أسوشيتد برس" أول أمس الثلاثاء إن المبادرة - التي يقودها سكان محليون في نيامي - تهدف لتجنيد عشرات الآلاف من المتطوعين من جميع أنحاء البلاد للدفاع عن النيجر والقتال، والمساعدة في جهود الرعاية الطبية وتوفير خدمات لوجستية تقنية وهندسية في حال احتاج المجلس العسكري إلى المساعدة.
وأضاف: "هذا أمر محتمل. نحتاج لأن نكون مستعدين في حال وقوع ذلك. ستبدأ حملة التجنيد يوم السبت المقبل في نيامي وعدة مدن قد تدخلها القوات الغازية، مثل تلك القريبة من الحدود مع نيجيريا وبنين اللتين قالتا إنهما ستشاركان في التدخل العسكري".
وبإمكان أي مواطن يزيد عمره على 18 عاماً التسجيل في قائمة ستقدم إلى المجلس العسكري لاستدعاء المتطوعين إذا لزم الأمر، بحسب باكو.
وأضاف أن المجلس العسكري غير منخرط في هذه العملية، لكنه على علم بالمبادرة.
وتتفاقم التوترات الإقليمية مع عدم ظهور أي بوادر بين النيجر وإيكواس على نزع فتيل الأزمة، رغم إشارة كلا الجانبين إلى أنهما منفتحان على حل سلمي للأزمة.
وقال المجلس العسكري الأسبوع الماضي، إنه منفتح على الحوار مع إيكواس بعد رفض جهود الكتلة في إجراء محادثات، لكن المجلس وجه اتهامات لبازوم بعد ذلك بوقت قصير بـ"الخيانة العظمى"، واستدعى سفير البلاد من دولة ساحل العاج المجاورة.