"حيلة حافلات المهاجرين".. كيف ساعد حاكم تكساس "ترامب" على الفوز بالانتخابات؟

ساهمت في تعزيز قاعدة دعم المرشح الجمهوري
"حيلة حافلات المهاجرين".. كيف ساعد حاكم تكساس "ترامب" على الفوز بالانتخابات؟
تم النشر في

بدأت القصة في أبريل 2022، عندما وصلت أول حافلة مستأجرة من ديل ريو، تكساس، وعلى متنها 24 مهاجرًا إلى محطة يونيون في واشنطن. كانت هذه الحافلة هي الأولى في سلسلة من الحافلات التي أرسلها حاكم تكساس الجمهوري جريج أبوت، والتي نقلت ما لا يقل عن 119000 مهاجر إلى مدن مختلفة. كان الهدف المعلن هو لفت الانتباه إلى أزمة الحدود الجنوبية، لكن العديد من النقاد اتهموا أبوت باستخدام المهاجرين كبيادق سياسية. لقد كانت هذه الحافلات بمثابة أداة لإيصال رسالة سياسية قوية، حيث أراد أبوت تسليط الضوء على فشل إدارة الرئيس جو بايدن في التعامل مع قضية الهجرة.

تأثير الحافلات

أثارت حافلات أبوت ردود فعل متباينة. فقد ندد الديمقراطيون في واشنطن بهذه الخطوة، واصفين إياها بأنها حيلة "وقحة". ومع ذلك، فإن تأثيرها على الرأي العام كان كبيرًا. فقد سلطت الضوء على قضية الهجرة، وجعلتها في مقدمة النقاش السياسي. يقول مايك بانكس، وهو ضابط سابق في حرس الحدود يعمل الآن مع أبوت: "لقد أبقتها في مقدمة أذهانهم". لقد نجح أبوت في جعل قضية الهجرة محورية في الانتخابات، حيث أصبحت مصدرًا للانقسام بين الناخبين.

يدعي حاكم أبوت أن هدفه كان "حماية تكساس". فقد أراد نقل عبء المهاجرين إلى المدن الكبرى، معتقدًا أن ذلك سيجذب الانتباه إلى أزمة الحدود. يقول بانكس: "أعتقد تمامًا أن ما كنا نفعله فتح أعين العديد من الأمريكيين". لقد أراد أن يظهر للبلاد أن الهجرة غير الشرعية هي قضية وطنية، وليست مشكلة تقتصر على المجتمعات الحدودية. لقد كان أبوت يهدف إلى إثارة نقاش حول كيفية التعامل مع الهجرة بشكل أكثر فعالية، وتسليط الضوء على الحاجة إلى سياسات حدودية أقوى.

مع وصول المزيد من الحافلات، بدأت المدن في الشعور بالضغط. اشتكى عمدة نيويورك إريك آدامز من أن هذه القضية "ستدمر" المدينة. واجهت المدن تحديات في توفير المأوى والخدمات للمهاجرين الوافدين. وأصبحت هذه القضية مصدرًا للانقسام السياسي، حيث استخدمها الجمهوريون لإلقاء اللوم على إدارة بايدن. لقد أثرت حافلات أبوت على موارد المدن، مما أدى إلى توتر العلاقات بين الحكومة الفيدرالية والحكومات المحلية.

قضية ساخنة

كان أبوت ذكيًا في استراتيجيته. لقد أدرك أن الهجرة هي قضية ساخنة في السياسة الأمريكية، واستغلها لصالحه. يقول حلفاؤه إنه لم يكن مهتمًا بالذهاب إلى واشنطن، لكنه كان يهدف إلى تغيير النقاش حول الهجرة. لقد نجح في ذلك، حيث أصبحت الهجرة قضية رئيسية في انتخابات 2024. لقد كان أبوت قادرًا على تحويل الانتباه إلى قضية الهجرة، وجعلها محط اهتمام وسائل الإعلام والجمهور.

أظهرت نتائج الانتخابات أن استراتيجية أبوت قد حققت نتائج. فقد أدى ترامب بشكل أفضل في المدن التي وصلت إليها حافلات أبوت، مما يشير إلى أن هذه القضية أثرت على الناخبين. كما أن أداء نائبة الرئيس كامالا هاريس كان أقل مقارنة ببايدن، مما يدل على أن هذه القضية أثرت على الرأي العام. لقد ساهمت حافلات أبوت في تعزيز قاعدة دعم ترامب، خاصة بين الناخبين الذين يشعرون بالقلق إزاء قضية الهجرة.

وحافلات أبوت هي مثال على كيفية استخدام السياسة لقضايا حساسة مثل الهجرة. لقد غيرت هذه الحافلات النقاش حول الهجرة، وجعلت البلاد تنظر إلى هذه القضية بشكل مختلف. سواء اتفقت مع استراتيجية أبوت أو اختلفت، فإن تأثيرها على السياسة الأمريكية لا يمكن إنكاره. إنها تذكرنا بقوة السياسة في تشكيل الرأي العام، وكيف يمكن لقضية واحدة أن تحدث فرقًا كبيرًا في المشهد السياسي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org