يسعى رئيس الوزراء العمالي الجديد في المملكة المتحدة كير ستارمر إلى إعادة ضبط العلاقات الممزقة مع أوروبا، حيث يستضيف اليوم الخميس أكثر من 45 رئيس دولة من جميع أنحاء القارة في مدينة أوكسفورد مسقط رأس ونستون تشرشل.
ويعتزم ستارمر أن يكشف للقمة السياسية الأوروبية عن أن التحديات التي تواجه أوروبا لا يمكن مواجهتها بشكل منفرد، وأن المنطقة يجب أن تعمل بشكل جماعي لتشكيل جبهة موحدة في مجال الأمن والدفاع.
وقال ستارمر في بيان صدر الأربعاء من داونينغ ستريت: "لا يمكننا أن ندع تحديات الماضي القريب تحدد علاقاتنا في المستقبل".
وأضاف وفق ما نقلت "سكاي نيوز عربية": "لهذا السبب سيكون الأمن الأوروبي في مقدمة الأولويات الخارجية والدفاعية لهذه الحكومة، ولهذا السبب أركز على اغتنام هذه اللحظة لتجديد علاقتنا مع أوروبا".
يأتي ذلك في الوقت الذي يلوح فيه شبح رئاسة ثانية للمرشح الجمهوري الأمريكي دونالد ترامب، بعد محاولة اغتيال فاشلة في نهاية الأسبوع عززت بشكل كبير الدعم للرئيس السابق، بحسب تقرير على شبكة CNBC.
وأشار كل من ترامب ونائبه الجديد جيه دي فانس إلى أن الدعم المستمر لأوروبا -وخاصة أوكرانيا- ليس مضمونًا في ظل إدارة ترامب الثانية.
وانتقد المرشح الرئاسي الجمهوري مرارًا وتكرارًا افتقار القارة إلى الإنفاق الدفاعي، وهدد بالانسحاب من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في حين أظهر فانس تناقضًا بشأن التدخل الأمريكي في الشؤون الخارجية.
وتحسبًا لذلك، قام أعضاء الناتو الأوروبيون بزيادة إنفاقهم الدفاعي، بما في ذلك التزام جديد من ستارمر بإنفاق 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة على الدفاع.
ويعد اجتماع الخميس فرصة مبكرة لستارمر للقاء الحلفاء الأوروبيين الرئيسيين على أرضه، بعد حضوره قمة الناتو الأسبوع الماضي في واشنطن وانتخابه في 4 يوليو.
ووصل زعماء الدول الأعضاء الـ 27 في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى 20 رئيس دولة آخرين من جميع أنحاء المنطقة، يوم الخميس لحضور قمة EPC التي تستمر يومًا واحدًا في المنزل الريفي الإنجليزي التاريخي.
ولأول مرة هذا العام، يحضر المنتدى أيضًا أعضاء في حلف شمال الأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومجلس أوروبا.
وهذه هي المرة الرابعة التي يُعقد فيها منتدى EPC منذ أن أنشأه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في عام 2022 في أعقاب الحرب الروسية ضد أوكرانيا.
وتتمثل الأهداف المعلنة للمنتدى في تعزيز الحوار السياسي والتعاون، وتعزيز الأمن والاستقرار والازدهار في أوروبا.
ومع ذلك، لن تكون المناقشات حول اتفاقية تجارية جديدة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مطروحة على الطاولة، حيث قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي لشبكة بي بي سي بريكفاست في وقت سابق يوم الخميس إن الجانبين "ليسا قريبين بأي حال من الأحوال" من مثل هذا الاتفاق.