زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بساحة كيم إيل سونغ
زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بساحة كيم إيل سونغ

مدفوعتان بصراعهما مع الغرب.. روسيا وكوريا الشمالية توقعان اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة

"بيونغ يانغ" تستقبل "بوتين" باحتفالات صاخبة ضمّت مواطنين وأطفالًا وجنودًا
تم النشر في

وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الكوري الشمالي "كيم جونغ أون"، على اتفاق شراكة استراتيجية شاملة، اليوم "الأربعاء"، خلال زيارة نادرة قام بها الرئيس الروسي وحظيت بحماس واحتفالات ضخمة في عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ، وذلك في إطار صراعهما مع دول الغرب، وخضوعهما للعقوبات.

وهتف آلاف الكوريين الشماليين: "مرحبًا بوتين" على طول الجادات الواسعة للمدينة، رافعين الأعلام الروسية والكورية الشمالية وأكاليل الزهور، بينما بدأ "بوتين" زيارته الأولى إلى كوريا الشمالية منذ 24 عامًا، ثم وقع الزعيمان على الشراكة الاستراتيجية الجديدة لتحل محل الاتفاقيات السابقة الموقعة في أعوام 1961 و2000 و2001؛ وفقًا لوكالة الأنباء الروسية "تاس".

واستقبل "بوتين" باحتفالات صاخبة في حفل ترحيبي مع نظيره في ساحة كيم إيل سونغ في قلب العاصمة الكورية الشمالية؛ حيث هتف المواطنون الجنود ورجال الجيش والأطفال حاملين البالونات على وقع الموسيقى في خلفية تضمّ صورًا كبيرة لكل زعيم.

وقدم الزعيمان مسؤوليتهما ووقفا جنبًا إلى جنب أثناء عزف النشيد الوطني الروسي، قبل أن يركبا سيارة ليموزين مكشوفة ويتبادلا الابتسامات والتحيات مع الحشود.

وقدم "بوتين" إلى "كيم" سيارة من طراز أوروس عندما تبادل الزعيمان الهدايا، وفقًا لوسائل الإعلام الحكومية الروسية، وهي المرة الثانية التي يقدم فيها "بوتين" إلى "كيم" هذا الطراز من السيارات، فيما تلقّى "بوتين" من "كيم" هدايا جيدة.

وهبط "بوتين" في كوريا الشمالية في الساعات الأولى من صباح الأربعاء بالتوقيت المحلي، بعد مرور 24 عامًا بالضبط على آخر زيارة له إلى بيونغ يانغ، في زيارة تعلن عن تعميق التحالف بين البلدين في مواجهة العداء المشترك تجاه الغرب والمخاوف الدولية بشأن تعاونهما العسكري المتزايد.

واتّهمت عدة حكومات بيونغ يانغ بتزويد موسكو بالأسلحة لحربها المستمرة في أوكرانيا، وهو اتهام نفاه البلدان على الرغم من وجود أدلّة كبيرة على مثل هذه التحويلات.

وفي تصريحات قبل المحادثات بين الزعيمين، أعرب "كيم" عن "دعمه الكامل وتضامنه مع النضالات التي تخوضها الحكومة الروسية والجيش والشعب الروسي"، مشيرًا على وجه التحديد إلى حرب موسكو في أوكرانيا "لحماية سيادتها وأمنها واستقرارها الإقليمي"؛ وفقًا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.

وأشاد "بوتين" بالعلاقات بين البلدين على أساس "المساواة والاحترام المتبادل"، مبينًا أن اتفاق الشراكة الاستراتيجية سيشكل أساس العلاقات بين الدولتين لسنوات عديدة قادمة.

وأثارت العلاقة المتنامية بين روسيا وكوريا الشمالية، القلق في كل من سول وواشنطن، ليس فقط بسبب نقل كوريا الشمالية للأسلحة إلى روسيا، ولكن أيضًا احتمال نقل موسكو لتكنولوجيا عسكرية متفوقة لمساعدة برنامج الأسلحة الكوري الشمالي الخاضع لعقوبات شديدة.

وتمثل هذه الزيارة التاريخية دفعة كبيرة لـ"كيم"، الذي لا يزال معزولًا عن الساحة العالمية بسبب برنامجه للأسلحة النووية والصواريخ الخاضع لعقوبات شديدة، ولم يستضف أي زعيم عالمي آخر في عاصمته منذ اندلاع الجائحة.

وجاءت هذه الزيارة في وقت لا تزال فيه التوترات مرتفعة في شبه الجزيرة الكورية؛ حيث صعد "كيم" في الأشهر الأخيرة من خطابه العدائي وتخلّى عن سياسة طويلة الأمد تسعى إلى إعادة التوحيد السلمي مع كوريا الجنوبية وسط حالة من الذعر في بيونغ يانغ بشأن التنسيق المتزايد بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان.

وركزت وسائل الإعلام الحكومية الكورية الشمالية بشكل كبير على العلاقة الوثيقة بين "كيم" و"بوتين"، واصفة إياهما بأنهما "يتشاركان أفكارهما الداخلية وفتحا عقليتهما لتطوير العلاقات بين كوريا الشمالية وروسيا بشكل أكثر تأكيدًا".

وتأتي زيارة "بوتين" بعد زيارة "كيم" التاريخية إلى روسيا العام الماضي؛ حيث اعتُبر الزعيمان على نطاق واسع أنهما يفتحان هذا الفصل الجديد في علاقاتهما القائمة على حاجة "بوتين" إلى الأسلحة الكورية الشمالية لهجومه المستمر.

وتلقّت روسيا أكثر من 10,000 حاوية شحن، أي ما يعادل 260,000 طن متري، من الذخائر أو المواد ذات الصلة بالذخائر، من كوريا الشمالية منذ سبتمبر؛ وفقًا لبيان أمريكي في فبراير. كما أطلقت القوات الروسية ما لا يقل عن 10 صواريخ من صنع كوريا الشمالية على أوكرانيا منذ سبتمبر؛ وفقًا لما ذكره مسؤول أمريكي في مارس.

وكانت آخر زيارة لـ"بوتين" إلى بيونغ يانغ في عام 2000 لعقد اجتماع مع والد "كيم" الراحل وسلفه كيم جونغ إيل، وجعلت تلك الرحلة، التي جاءت بعد أسابيع من تنصيب "بوتين" لفترة ولايته الأولى كرئيس، منه أول رئيس روسي يزور كوريا الشمالية.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org