في ذكرى مقتله وما دار في تلك الليلة.. قبر القذافي "المجهول" ما زال يثير الجدل

الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي
الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي

جددت ذكرى مقتل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، الجدل حول مكان مدفنه "السري"، وأعادت الحديث عن كواليس ما دار في تلك الليلة التي قضى فيها أيضًا نجله المعتصم بالله؛ وذلك عندما سقطت مدينة سرت (وسط) في قبضة "ثوار فبراير"؛ إثر معركة دامية في مسقط رأسه، في العشرين من أكتوبر من عام 2011.

يترحمون على أيام القذافي

ويقول تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط": لا يزال أنصار النظام السابق، ومعهم قطاع واسع من الليبيين، "يترحمون على حقبة القذافي"، ويجددون اتهاماتهم لحلف شمال الأطلسي الـ(ناتو) بـ"التآمر على البلاد، وتدمير بنيتها التحتية".

ونقلت الصحيفة عن أحد مشايخ قبيلة القذاذفة، أمس، أن ليبيا "تشهد حالة متردية من الصراع على السلطة، والجميع يعمل لمصلحته، وليس لجموع الشعب.. لافتًا إلى أن من يوجَدون في الساحة راهنًا "يهابون القذافي، حتى وهو في قبره؛ ولذلك يصرون على جعل مكانه سريًّا".

مخاوف من فتنة

ورغم مرور 11 عامًا على مقتل القذافي، لا تزال بعض المدن الليبية، وخصوصًا في الجنوب، تُعبّر عن حزنها لفقده، ويطالب سكانها بمعرفة مكان المقبرة التي ووري فيها جثمانه ونجله المعتصم بالله؛ فيما يتمسك البعض بضرورة عدم الكشف عنها كي "لا تحدث فتنة بين مؤيديه ومعارضيه".

وقد قُتِل القذافي ونجله المعتصم في مدينة سرت؛ لكن أفرادًا من مدينة مصراتة (غرب) نقلوا جثتيهما إلى مدينتهم قبل أن يدفنوهما في مكان غير معلوم. ومنذ ذلك الحين وأنصار النظام السابق يطالبون بالكشف عن قبور القذافي ونجله ووزير الدفاع أبو بكر يونس، ويحركون دعاوى قضائية من أجل ذلك؛ لكنها لا تؤدي إلى نتيجة.

اغتيال القذافي لعنة.. وعدم الكشف عن قبره جريمة

ونقلت الصحيفة عن الدكتور مصطفى الفيتوري، الكاتب والأكاديمي الليبي: "إذا كان سقوط ليبيا عام 2011 قد حوّلها إلى دولة تكاد تكون فاشلة لولا النفط، وترك مرارة في نفوس الأغلبية من المواطنين؛ فإن جريمة اغتيال الشهيد معمر القذافي، هي الكارثة الكبرى التي يبدو أنها تحولت إلى لعنة تُلاحق البلد وأهله". ورأى الفيتوري أن "الجريمة الأكبر تظل هي عدم الكشف عن قبره؛ لأن مَن اغتالوه ودفنوه يدركون حجم شعبيته؛ ولهذا أخفوا قبره حتى لا يتحول إلى مزار لأغلبية الليبيين وسواهم".

قَتَلة القذافي ما زالوا يخشونه

وسبَق أن صرّح صلاح بادي، قائد "لواء الصمود" في مصراتة (غرب)، الذي يُعد أحد المشاركين في دفن القذافي ونجله المعتصم، ووزير الدفاع أبو بكر يونس، بأنه "مستعد للكشف عن المكان الذي دُفنت فيه جثة القذافي ومن معه حال اتفاق مع الأعيان والمدن الليبية"؛ لكن حتى الآن لم يحدث شيء من ذلك. موضحًا أن "آخر مناقشة لمحاولة كشف قبر القذافي، وتسلم جثمانه لدفنه في مكان يليق به، جرت منذ سنتين؛ لكنها لم تؤدٍّ إلى نتيجة؛ لأن قتلته ما زالوا يخشونه حتى وهو ميت منذ أكثر من عقد من الزمان".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org