لا يزال الترقب سيد الموقف ويحيط بالهجوم الإسرائيلي الانتقامي الوشيك على إيران، رداً على الهجوم الإيراني الصاروخي الذي استهدف مناطق إسرائيلية بنحو 200 صاروخاً باليستياً.
وبقدر ذلك الترقب هناك تكهنات كثيرة حول توقيت وهدف الهجوم الإسرائيلي، إذ يعتقد عدداً من المراقبين أن إسرائيل ستوجه ضربة لإيران في يوم السابع من أكتوبر، في الذكرى الأول لعملية "طوفان الأقصى" التي نفذها عناصر من حركة حماس، وأودت بحياة نحو 1200 شخصاً، فضلاً عن وقوع نحو 250 في الأسر.
وتدور الكثير من التكهنات حول طبيعة الأهداف التي ستهاجمها تل أبيب، فقد أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة الماضية، إن بلاده لن تدعم استهداف إسرائيل للبرنامج النووي الإيراني، كما أنه لم يدعم توجيه ضربة للبنية التحتية النفطية الإيرانية.
وعلى الرغم من تصريحات الرئيس الأمريكي إلا أن هناك شعوراً عاماً لدى الأوساط المختلفة بأن تل أبيب ستهاجم المنشآت النفطية الإيرانية، ومن الممكن أن تكون جزيرة "خرج" من بين تلك الأهداف المحتملة للهجوم الإسرائيلي الانتقامي.
وتوقع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك في مقابلة مع صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن تشن بلاده غارة جوية واسعة النطاق ضد صناعة النفط الإيرانية وربما هجوم رمزي على هدف عسكري مرتبط ببرنامجها النووي.
وقال "باراك" إن هناك اقتراحات في إسرائيل بأن تستغل هذه الفرصة، رداً على الهجوم الإيراني، لقصف المنشآت النووية الإيرانية، لكنه زعم أن ذلك لن يؤخر البرنامج الإيراني بشكل كبير، بينما إذا استهدفت إسرائيل منشآت النفط الإيرانية، فقد يؤثر ذلك بشدة على اقتصاد إيران وبنيتها التحتية، التي تعاني بالفعل من ضغوط بسبب العقوبات الأمريكية، كما أن مثل هذه الضربة لن تدعو إيران إلى رد قوي كما في حالة الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، على حد قوله.
تُعد جزيرة خرج إحدى أهم منافذ تصدير النفط في إيران، حيث يصدر عبرها نحو مليون برميل نفط سنوياً من أصل ما يناهز 3 ملايين برميل تصدرهم طهران.
وتتواجد في الجزيرة، التي تقع في الركن الشمالي الشرقي الخليج العربي، وتبعد عن السواحل الإيرانية حوالي 25 كم، خزانات النفط وموانئ شحن النفط، وتحتوي الجزيرة على مرفأ ومطار وقاعدة عسكرية، إضافة إلى منشآت نفطية أخرى.
وتلعب محطات تصدير النفط في الجزيرة دوراً رئيسياً في شحن النفط الإيراني الخام إلى الخارج، وخاصة إلى الدول الآسيوية، بما في ذلك الصين.
ووفقاً لمؤسسة "جولد مان ساكس"، فقد ترتفع أسعار النفط بمقدار 20 دولاراً للبرميل إذا تأثر الإنتاج الإيراني، وربما تكون الصين أكبر المتضررين، إذ تظهر إحصائيات النصف الأول من عام 2024 استيراد الدولة الأسيوية نحو 1.4 مليون برميل يومياً من إيران.