في واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ بدء الغزو الروسي واسع النطاق إلى أوكرانيا في فبراير 2022، أسفر هجوم روسي على منشأة تعليمية عسكرية في وسط أوكرانيا، اليوم (الثلاثاء) عن مقتل 49 شخصًا وإصابة 219 آخرين على الأقل.
وأفاد الرئيس فولوديمير زيلينسكي، بأن المعلومات الأولية تشير إلى أن صاروخين باليستيين أصابا المنشأة في مدينة بولتافا ومستشفى اليوم.
وقال "زيلينسكي" في بيان: "نقول مرة بعد مرة لكل العالم لأولئك الذين يستطيعون منع هذا الإرهاب: نحتاج إلى أنظمة دفاع جوي وصواريخ في أوكرانيا، وليس في المستودعات"، وفقًا لشبكة "سي إن إن".
وكرر الرئيس الأوكراني، في حديثه عن الهجوم، دعوته إلى حلفاء أوكرانيا الغربيين لتزويد كييف بالمزيد من أنظمة الدفاع الجوي ورفع القيود المفروضة على استخدام بلاده للأسلحة لضرب أهداف داخل روسيا.
وقال: "نحتاج إلى ضربات طويلة المدى لحماية المواطنين من الإرهاب الروسي، وليس فقط في أوكرانيا. كل يوم تأخير هو، للأسف، موت للأشخاص".
من جانب آخر، أعلن رئيس الإدارة العسكرية في منطقة بولتافا فيليب برونين، عن حصيلة القتلى الأخيرة على تطبيق "تيليجرام" أن طواقم الإنقاذ تواصل رفع الأنقاض والبحث في الموقع، وأن السلطات تعتقد أن ما يصل إلى 18 شخصًا آخرين قد يكونون تحت الأنقاض.
وبيّن "برونين" أن ما لا يقل عن 10 مبانٍ سكنية، قد تضررت في المؤسسة التعليمية العسكرية.
ولم تعلق موسكو على الهجوم، لكن المدون العسكري الروسي الشهير فلاديمير روجوف، ذكر في وقت سابق من اليوم، أن روسيا قصفت مدرسة عسكرية في بولتافا.
من جهة أخرى، بيّن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، في حديثه مع كريستيان أمانبور من "سي إن إن" في كييف، أن الصاروخ وصل إلى الهدف في فترة زمنية قصيرة جدًا. وأن الناس أصيبوا أثناء محاولتهم الوصول إلى ملجأ القنابل.
وقال "كوليبا"، الذي ينحدر أصلاً من منطقة بولتافا: "كانت الطريقة الوحيدة لاعتراضها هي امتلاك نظام باتريوت أو نظام الدفاع الجوي سامب تي لأنها الوحيدة القادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية".
وأضاف كوليبا: "لا أعرف عدد المآسي الأخرى التي يجب أن تحدث حتى يتم الوفاء بجميع الوعود وحتى يتم تقديم أسلحة جديدة".
وأوضحت السلطات المحلية أن يوم الثلاثاء كان يومًا رهيبًا لبولتافا، وأعلنت الحداد لمدة ثلاثة أيام. ولم يتم الإفصاح عن المزيد من التفاصيل حول الهجوم بسبب قضايا أمنية.
وتلقت أوكرانيا عددًا قليلاً من أنظمة الدفاع الجوي باتريوت من الولايات المتحدة وألمانيا، على الرغم من أن كييف ذكرت باستمرار، أن العدد غير كافٍ للسماح لها بالدفاع عن نفسها بشكل فعّال.