بعد أن أصبحت عنصرًا مؤثرًا في صراعه مع روسيا.. "الناتو" يُجري مناورات بـ"مسيرات" حديثة

20 دولة تشارك فيها بينها أوكرانيا
جندي يطلق طائرة مسيرة من دبابة خلال مناورة حلف شمال الأطلسي في هولندا
جندي يطلق طائرة مسيرة من دبابة خلال مناورة حلف شمال الأطلسي في هولندا
تم النشر في

الطائرات المسيرة لا تغادر السماء، تراقب الأعداء وترصد تحركاتهم؛ فإما تنقض عليهم بصواريخ أو تنفجر فيهم إن لزم الأمر؛ مما جعلها مشكلة للجيوش النظامية، مثل جيوش حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الذي يُجري في هولندا مناورات تختبر أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا على صعيد التصدي للطائرات المسيرة، التي أصبحت جزءًا أساسيًّا في الحروب الحديثة، وباتت تشكل صداعًا لأوكرانيا ودول الحلف.

طائرتان مسيرتان تُحَلقان بشكل عدائي حول شاحنة، ثم يهرب عسكريان منها، وما هي لحظات حتى تصل مسيرة ثالثة. لم يكن الهدف أن تنضم إليهما؛ بل تسببت في تحطمهما فانبعثت أعمدة الدخان في المكان، وقد كانت هذه واحدة من 50 نوعًا من تكنولوجيا التصدي للطائرات المسيرة، التي عرضت خلال التدريبات السنوية "للناتو" بحضور 19 عضوًا في الحلف، إضافة إلى أوكرانيا التي تشارك فيها للمرة الأولى؛ وفقًا لـ"فرانس برس".

وما حدث مع الجنديين هو مناورةٌ يتحكم "الناتو" في كل تفاصيلها؛ لكن في الحياة الواقعية قد يُقتل الجنديان قبل أن تصل المسيرة المضادة، والغاية من المناورة هي اختبار أحدث التكنولوجيات في هذا المجال.

وتزامنت المناورات، مع إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه سيزيد من إنتاج الطائرات المسيرة في بلاده إلى قرابة 1.4 مليون مسيرة هذا العام؛ لاستخدامها في حرب أوكرانيا، ومما زاد القلق الأوروبي هو الحديث المتكرر عن انتهاك "مسيرات" للمجال الجوي لدول حلف الناتو في أوروبا.

وأوضح "مات روبر"، رئيس دائرة المراقبة والمخابرات والاستطلاع المشتركة في "الناتو"، أن الأمر مثل لعبة القط والفأر، وأن التكنولوجيا تحتاج إلى عمل شاق لمواكبة ذلك التطور المستمر في صناعة "المسيرات"؛ مشيرًا إلى أن الروس أظهروا أنفسهم كخصم لا يُستهان به في مجال الحرب الإلكترونية.

من جانبه، بيّن مدير مركز الابتكار في وزارة الدفاع الأوكرانية، الذي اكتفى باسمه الأول "ياروسلاف"، أن أكبر مشكلة تواجهها أوكرانيا في القتال حاليًا هي الطائرات المسيرة؛ مضيفًا أن تلك الطائرات "تحلق في السماء باستمرار، وتراقب الأراضي على طول خط الجبهة، على عمق 20 كيلومترًا، وتخلق لنا الكثير من المشكلات، فالمدفعية لا تستطيع العمل إذا اكتُشفت، وقد تتعرض حينها لإطلاق صاروخ؛ لذلك فإن الأمر يمثل مشكلة كبيرة".

وتحلق هذه الطائرات المسيرة على ارتفاعات عالية، ولا يمكن التشويش عليها؛ لذلك تبحث أوكرانيا عن حلول لهذه "المسيرات" التي تراقب وتتجسس.. أما النوع الثاني الذي يشكل قلقًا لدى الحلف؛ فهو "المسيرات" الانتحارية، التي يتم حشوها بالمتفجرات.

ووصل حلف الناتو إلى "نقطة انتقالية" في الوقت الراهن؛ حيث يعبر الحلف مرحلة الأبحاث والتطوير نحو القدرات التشغيلية، وقد ظهرت بعض هذه القدرات خلال مناورات "الناتو"، ويمكن لإحدى التكنولوجيات المعروضة الاستماعُ للطائرة المسيرة، واتخاذ القرار باختراقها إلكترونيًّا أثناء الطيران وفصلها عن الشخص الذي يتحكم بها.

وليس هذا فحسب؛ إنما يمكن إعادة برمجتها والسيطرة عليها ودفعها للتحليق في مكان آخر، كما تستخدم تقنيةٌ أخرى الذكاء الاصطناعي لتحديد أنواع الطائرات المسيرة والتمييز بينها؛ لكن لم يجرِ حتى الآن إطلاق هذه التقنية بشكل رسمي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org