يقتاتون أوراق الشجر.. قصص مأساوية لأهالي غزة من "مدينة الخيام".. جوع وعراء!

كثيرون منهم يشربون "مياهًا غير صالح".. وآلاف الحالات التنفسية والصدرية والجلدية
يقتاتون أوراق الشجر.. قصص مأساوية لأهالي غزة من "مدينة الخيام".. جوع وعراء!
تم النشر في

في رفح، التي أضحت مدينة خيام بلا خيام كافية لحماية أهلها من البرد والمطر، يتضور الناس جوعًا، بعدما نفد لدى الكثير منهم ما يسد رمقهم حتى قيل إن بعضهم أصبحوا يقتاتون أوراق الشجر.

فعلى أرض حملت بعضًا من أسرار القدر، وارتسمت على صفحاتها البيضاء ملامح مشهد حزين لمن يبحثون عن مأوى وقوت يدفعان عنهم الموت المحدق، كانت أمواج الأمل والإحباط تتلاطم في القلوب فتُربك المشاعر.

في أحضان رفح، يبيت آلاف في العراء، بعدما أتت حرب تدور رحاها منذ ما يقترب من المئة يوم على كل ما في غزة، ذلك القطاع الضيق الناظر إلى البحر.

في تلك المدينة الحدودية الملاصقة للأراضي المصرية، يتكدس ما لا يقل عن مليون نازح، وفق إحصائيات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، ويشكل هؤلاء النازحون نصف تعداد سكان القطاع؛ وقد فرّوا جميعًا من منازلهم بفعل الحرب.

في تلك البقعة من القطاع، يروي الناس قصصًا مأساوية عن لجوء غير مسبوق، يفوق في أهواله أي حدث سابق.

وقال عبدالسلام حمد، الذي نزح مع عائلته إلى رفح، إنه بعد مرور ثلاثة أيام منذ بداية رحلة النزوح في المدينة لم يتمكن من العثور على خيمة تؤويه.

وأضاف في حديث لوكالة أنباء العالم العربي "AWP": "استأذنّا من نازحين آخرين أن يؤوا النساء عندهم، فاضطر الذكور في تلك الخيام إلى الخروج منها، وظلت النساء فيها، ونمنا نحن الرجال في العراء ولا نزال نحاول الحصول على خيمة، وإذا ما وجدناها لا نعرف أين نضعها بسبب ضيق المكان".

النازح محمد غنام كان أيضًا يكافح من أجل إيجاد مكان يضع فيه خيمة بدائية صنعها من قطع قماش بالية، حيث ذهب إلى أبعد نقطة في المدينة في محاولة لإيجاد مكان يضع فيه خيمة تؤوي أطفاله، وقال لوكالة أنباء العالم العربي: "لم يبق مكان تضيف فيه خيمة جديدة في رفح، أصبحت مدينة الخيام بكل معنى الكلمة".

وتحدث "غنام" عن توزيع بعض الخيام والأغطية من قبل الهلال الأحمر ووكالة الأونروا؛ لكنه قال إن ما يصل إلى هناك لا يكفي لسد حاجة النازحين الذين تتزايد أعدادهم بسبب وصول العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى مناطق خان يونس.

لم يكن النزوح إلى رفح مجرد تغيير في مكان الإقامة، بل كان خطوة ثقيلة على أكتاف نحو مليون فلسطيني رحلوا من ديارهم وتركوا ذكرياتهم خلفهم ليبحثوا عن مأوى جديد، حيث انتشرت خيام اللجوء، التي لم تكف لاحتضان هذه الجموع.

وقال "غنّام" إن الحصول على وجبة طعام أصبح أمرًا في غاية الصعوبة، مضيفًا: "قيل لنا إن بعض الناس لم يجدوا ما يأكلونه وبحثوا عن أوراق الشجر، وحتى مصطلح نازح لم نصل إليه؛ نحن أبعد بكثير حتى عن مقومات النزوح".

وقالت نبال فرسخ، المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، إن الأوضاع في رفح "أقل ما يقال عنها إنها مأساوية"، مشيرة إلى تزايد موجات النزوح إلى المدينة مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في مناطق خان يونس، التي سبق وأن نزح إليها السكان من شمال غزة قبل أن ينزحوا من جديد إلى رفح.

وذكرت "فرسخ" أن هناك شحًّا كبيرًا في المياه والطعام وانعدام لمقومات الحياة في المدينة، وأضافت: "حتى الناس الموجودة في مراكز الإيواء هي موجودة في ظروف غير إنسانية على الإطلاق. نتحدث عن تكدس النازحين بأعداد كبيرة وفي ظل ظروف غير صحية".

وتابعت: "الكثيرون يضطرون إلى شرب المياه غير الصالحة للشرب، الأمر الذي أدى إلى انتشار الكثير من الأمراض. وهناك تسجيل لأعداد كبيرة وآلاف الحالات من الأمراض التنفسية والصدرية والجلدية بسبب قلة النظافة".

يشار إلى أنه لا تزيد مساحة رفح عن 32 كيلومترًا مربعًا من إجمالي مساحة القطاع، البالغة 365 كيلومترًا مربعاً.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org