جدد منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، التأكيد على أن الولايات المتحدة لن تقبل بأي شكل من الأشكال أن تحصل إيران على السلاح النووي.
وقال في مقابلة مع "العربية الحدث" اليوم الجمعة: إن الرئيس جو بايدن كان واضحًا جدًا لجهة سعيه لحل قضية الاتفاق النووي بالطرق الدبلوماسية، لكنه أوضح أيضاً وجوب الاستعداد لكل الخيارات، كما أضاف: "لن يُسمح لإيران بامتلاك القدرة على صنع أسلحة نووية".
إلى ذلك، أكد أنه بغض النظر عما يحصل في ملف المفاوضات النووية فإن الإدارة الأمريكية عازمة على صد الأنشطة الإيرانية الخبيثة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وقد أثبتت الضربات الأخيرة في سوريا هذا التوجه، وأردف: "علينا التأكد من أنه مع وجود اتفاق أو بدونه، يمكننا الرد على الأعمال الإيرانية العدائية.
كما شدد على أن الإدارة الأمريكية ستفعل ذلك، سواء اقتصاديًا عبر العقوبات، التي لا تزال سارية على طهران، أو حتى عسكرياً عندما تقتضي الحاجة الدفاع عن مواطنيها ومنشآتها ؛ إلا أنه أوضح أن التوصل لاتفاق سيسهل العديد من الملفات، قائلاً: "لا توجد مشكلة في الشرق الأوسط يسهل حلها مع إيران مسلحة نوويًا".
إلى ذلك، رأى أن الوضع ازداد سوءاً منذ انسحاب إدارة الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي، وضاعفت إيران دعمها للإرهابيين في المنطقة في ظل ما سمي حملة الضغط الأقصى، التي لم تفعل شيئًا، بل كان لها التأثير المعاكس تماماً.
أما في ما يتعلق بالمليشيات المسلحة في العراق، لاسيما تلك المدعومة من إيران فشدد على أن واشنطن ماضية في اتخاذ خطوات ثابتة وسريعة ضدها؛ لأنها تشكل تهديدًا للمصالح الأمريكية والشركاء العراقيين على السواء.
كما أوضح أن القوات الأمريكية لا تزال تساعد قوات الأمن العراقية في تحسين قدراتها، وإن من منطلق استشاري، وأردف قائلا: "أرفض القول إنه لم يعد لدينا أي نفوذ أو قدرة على مساعدة العراق في صد تلك المليشيات، بل نحن نفعل ذلك كل يوم".
وأشار إلى أن طهران تود أن تكون صاحبة القرار، لكن الكلمة الفصل تعود للشعب العراقي.
يُذكر أن الخارجية الأمريكية كانت أعلنت في وقت سابق اليوم أنها تلقت الرد الإيراني عبر المنسق الأوروبي للمفاوضات النووية، إلا أنه لم يكن مشجعاً أو بناء.
وكان الاتحاد الأوروبي قدم في الثامن من أغسطس الماضي، وبعد جولات ومفاوضات طويلة ومعقدة انطلقت في أبريل الماضي (2021) في فيينا، واستمرت 16 شهرًا، نصًا نهائيًا للتغلب على مأزق إحياء هذا الاتفاق.
وقد تسلم "بوريل"، الرد الإيراني الأول قبل نحو أسبوعين -منتصف أغسطس 2022-، تلاه الرد الأمريكي على الملاحظات والمطالب الإيرانية، ليأتي أخيراً رد طهران أمس، والذي وضع المحادثات ثانية في مهب الريح، وسط غموض يلف مصيرها وما قد تحمله الخطوات المقبلة في هذا الملف.