استيقظ الإيرانيون نحو الساعة 2:15 صباحًا اليوم (السبت)، على أصوات انفجارات، حيث بدأت أعمدة الدخان الأولى تتصاعد بالقرب من العاصمة، وفي هذه الأثناء كان رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو جالسًا في غرفة الحرب، مرتديًا سترة سوداء منفوخة وقميصًا أزرق، بينما كان الأمر قد صدر بإطلاق الصواريخ الأولى في اتجاه طهران وجنوب خوزستان وغرب محافظة إيلام.
وأحاط بـ"نتنياهو" في الغرفة يوآف غالانت وزير الدفاع، وجنرالات في مقر قيادة قوات الدفاع الإسرائيلية في كيريا بتل أبيب، بينما كانت الطائرات المقاتلة تستهدف المصانع ومنشآت التخزين المستخدمة في صنع الأسلحة، التي أطلقت على بعد 1500 كيلومتر في الاتجاه الآخر على إسرائيل قبل ثلاثة أسابيع.
وفي إحدى اللحظات، شوهد اللواء هرتسي هاليفي، قائد المهمة، وهو يبدو متوترًا، بينما كان اللواء تومر بار قائد سلاح الجو، يعطي التعليمات عبر هاتف عسكري، حيث تم الانتهاء من الموجة الأولى ضد الدفاعات الجوية الإيرانية.
ومع سقوط أول الصواريخ، التي أطلقتها مقاتلات الشبح الأسرع من الصوت من طراز F-35""، حاولت إيران التقليل من تأثير الهجوم، حيث ظهرت مقاطع فيديو تظهر أفق طهران المروع، وفقاً لصحيفة "التلغراف" البريطانية.
ويزعم المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون أن ثلاث موجات من الضربات قد وقعت، استهدفت أولاً أنظمة الدفاع الجوي في البلاد.
وأعقب صرير الصواريخ الباليستية، وهي تنحدر نحو الأرض قبل أن تصطدم بأهدافها ومضات برتقالية في السماء، وصوت يشبه صوت إطلاق النار، حيث حاولت إيران إسقاط الصواريخ القادمة بنظام دفاعها الجوي.
ثم عادت عشرات الطائرات المقاتلة الإسرائيلية، مدعومة بطائرات التزود بالوقود وطائرات التجسس، بموجتين أخريين استهدفتا قواعد ومصانع الطائرات دون طيار والصواريخ، التي يمكن استخدامها في تكرار الهجوم الإيراني الأخير ضد إسرائيل.
وفي خوزستان، أضاءت السماء الرمادية الملبدة بالغيوم الرمادية مع انفجار صواريخ في مطار دزفول العسكري وموقع صواريخ أرض-جو قريب.
وشوهد الدخان يتصاعد من قاعدة جوية تابعة للحرس الثوري الإيراني بالقرب من بلدة خوجير، كما تم الإبلاغ عن وقوع انفجارات في أصفهان، حيث توجد قاعدة عسكرية ومصنع لإنتاج الصواريخ، وكذلك في مشهد، حيث يوجد مطار إيراني.
وفي الوقت الذي حثت فيه القيادة العسكرية الإيرانية المواطنين على الحفاظ على الوحدة والهدوء خلال الأزمة، كان السائقون يصطفون في طوابير للتزود بالوقود قبل شروق الشمس.
وبعد فترة طويلة من عودة آخر الطائرات الإسرائيلية إلى ديارها، كان المجال الجوي الإيراني لا يزال مغلقًا حتى الساعة 9:00 صباحًا.
وتردد أن إسرائيل كانت مستعدة للهجوم منذ أيام، على الرغم من تسريب بعض تفاصيل التخطيط من الولايات المتحدة، ووفقاً لبعض التقارير، فقد انتظروا حتى صباح اليوم بسبب الطقس.
ولكن في خطوة ربما كانت تهدف إلى إعطاء طهران مهلة لإبعادها عن الهجوم، أبلغت تل أبيب إيران ما سيهاجمونه بشكل عام وما لن يهاجموه، بحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي.
وأعلنت قيادة الدفاع الجوي الوطني الإيراني في البداية، أن "منظومة الدفاع الجوي المتكاملة اعترضت بنجاح هذا العمل العدواني وتصدت له"، لكنها أكدت بعد ذلك إصابة مراكز عسكرية في طهران وجنوب خوزستان ومحافظة إيلام الغربية.
وذكرت مصادر لوكالة "تسنيم"، وهي وكالة أنباء تابعة للحرس الثوري الإيراني، أن "إيران مستعدة للرد على أي عمل عدواني من قبل إسرائيل"، ولكن مع استيقاظ تل أبيب والقدس على خبر الضربة، أصدرت إسرائيل تحذيرًا آخر لطهران، وقال المقدم دانييل هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "إذا ارتكب النظام في إيران الخطأ وبدأ جولة جديدة من التصعيد - سنكون مضطرين للرد".
وبدأ التلفزيون الرسمي في إيران جهودًا منسقة في وقت مبكر من اليوم لإظهار عودة الحياة الطبيعية في جميع أنحاء البلاد في أعقاب الضربات الإسرائيلية، حيث بثت القنوات مشاهد حية من مختلف المدن لإظهار العمل كالمعتاد.
لكن عرض الهدوء هذا قوطع مرارًا وتكرارًا من قبل النقاد الذين طالبوا برد قوي، وقال أحد المحللين على التلفزيون الرسمي: "لقد هاجموا إيران بشكل مباشر رسميًا ويجب أن يكون لها رد مناسب لجعلها متوازنة".
والآن، سيواجه الإسرائيليون انتظارًا لمعرفة ما إذا كانت صفارات الإنذار ستدوي أيضاً لهجوم مباشر من قبل إيران أم لا.