"حذر قادة العالم".. "ترامب" في الأمم المتحدة: نجاح دولكم يعتمد على تعاونها مع أميركا

قدّم نفسه كوسيط سلام دولي
دونالد ترامب
دونالد ترامبرويترز
تم النشر في

في خطاب ناري يقارب ساعة ألقاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أمس، هاجم المنظمة الدولية واصفًا إياها بـ"الفشل"، وحذّر قادة العالم من تدهور دولهم بسبب سياسات الهجرة و"العولمة المزيفة"، وقدم نفسه كقائد عالمي قادر على فرض السلام، مستعرضًا رؤيته المثيرة للجدل لإعادة تشكيل النظام العالمي، فلماذا يصر ترامب على تحدي الأمم المتحدة وحلفاء أميركا؟ وكيف عكس خطابه استراتيجيته السياسية؟

نقد لاذع

استهل ترامب خطابه بانتقادات حادة للأمم المتحدة، معتبرًا إياها غير فعالة في مواجهة التحديات العالمية، وروى، بأسلوبه المسرحي، كيف تعطل المصعد قبيل خطابه وفشلت الشاشة التلخيصية، مشيرًا إلى هذه الحوادث كرمز لعجز المنظمة، وردت الأمم المتحدة بأن توقف المصعد نجم عن خطأ فني عرضي، فيما أكدت مصادر أن فريق ترامب كان مسؤولًا عن الشاشة، واتهم ترامب المنظمة بتمويل "هجوم" على الحدود الغربية عبر دعم شبكات إغاثة المهاجرين، محذرًا الدول الأوروبية من أن سياسات الهجرة تهدد "نسيجها الاجتماعي وتدفعها نحو الجحيم".

ولم يكتفِ ترامب بانتقاد الأمم المتحدة، بل قدم نفسه كوسيط سلام عالمي، مستعرضًا دوره المزعوم في اتفاقيات سلام بين دول متصارعة، وفندت "واشنطن بوست" هذه الادعاءات، إلا أن ترامب واصل الترويج لسياسته "أمريكا أولاً"، معتبرًا أن نجاح الدول يعتمد على التعاون مع الولايات المتحدة، كما هاجم السياسات التجارية لبعض الدول، مستشهدًا بالبرازيل كنموذج للعقوبات الأمريكية بعد فرض تعريفات بنسبة 50% على سلعها، رداً على محاكمة الرئيس السابق جاير بولسونارو وتنظيم وسائل التواصل الاجتماعي هناك.

تصعيد دبلوماسي

ولم يتوقف خطاب ترامب عند حدود النقد، بل تضمن تهديدات عسكرية واضحة، حيث أشار إلى استعداد الولايات المتحدة لضرب مهربي المخدرات المشتبه بهم، مستحضرًا عمليات ضد سفن فنزويلية، كما انتقد حلفاء واشنطن الأوروبيين لدعمهم القضية الفلسطينية، معتبرًا أن ذلك "مكافأة لحماس" على هجوم 7 أكتوبر 2023. وفي سياق أوكرانيا، أبدى ترامب تحولًا مفاجئًا في موقفه بعد لقاء الرئيس فولوديمير زيلينسكي، معربًا عن ثقته في استعادة أوكرانيا حدودها قبل الحرب، في تناقض مع تصريحاته السابقة التي دعت أوكرانيا للتخلي عن أراضٍ محتلة.

وأثار خطاب ترامب ردود فعل متباينة، فجون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق، وصف انتقادات ترامب للأمم المتحدة بالعادلة جزئيًا، لكنه حذر من أن هجماته على الحلفاء قد تدفع قادة العالم للتشكيك في "أهليته للرئاسة".

في المقابل، أشاد ماثيو دوس من مركز السياسة الدولية بخطاب الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا الذي سبق ترامب، معتبرًا أنه قدم رؤية موحدة للنظام الدولي، فهل ينجح ترامب في فرض رؤيته المثيرة للجدل، أم أن خطابه سيعمق الانقسامات مع حلفائه؟

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org