يستفيد رجل الأعمال الملياردير "إيلون ماسك" من دعمه الفوزَ الحاسم الذي حققه دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، في الحصول على نفوذ استثنائي سيساعد شركاته في الحصول على معاملة حكومية تفضيلية.
وبحسب تحليل نشرته وكالة "رويترز": تُظهر السجلات الفيدرالية أن "ماسك" ساهم بما لا يقل عن 119 مليون دولار لدعم ترشيح ترامب، وأشاد بلا كلل بالرئيس الجمهوري في المرحلة الأخيرة الحرجة من حملته الانتخابية.
وتعكس سياسة ماسك استراتيجية أوسع نطاقًا لإبعاد شركاته عن اللوائح التنظيمية أو إجراءات إنفاذ القانون، وكذلك لتعزيز دعم الحكومة لها؛ وفقًا لمقابلات أجرتها "رويترز" مع ستة مصادر في شركات ماسك مطلعة على تعاملاته السياسية والتجارية، إضافة إلى مسؤولين حكوميين يتعاملان بصورة واسعة مع شركات ماسك.
وقدمت المصادر رؤية نادرة للاستراتيجية داخل شركات ماسك للاستفادة الكاملة من علاقته الوطيدة مع ترامب.
وترتبط مصالح ماسك التجارية، من السيارات الكهربائية التي تنتجها شركة تسلا إلى صواريخ سبيس إكس ورقائق الدماغ التي تنتجها شركة نيورالينك؛ بشكل كبير باللوائح التنظيمية الحكومية أو الدعم أو السياسات.
وقال مسؤول كبير سابق في "سبيس إكس"، طلب عدم الكشف عن هويته: "يرى إيلون ماسك أنّ جميع اللوائح التنظيمية تعوق أعماله وابتكاراته. وهو يرى إدارة ترامب وسيلة للتخلص من أكبر عدد ممكن من اللوائح التنظيمية حتى يتمكن من فعل ما يريده وبالسرعة التي يريدها".
وأعلن "ماسك" دعمَه لترامب في 13 يوليو، وهو اليوم الذي تعرّض فيه الرئيس المنتخب لمحاولة اغتيال في ولاية بنسلفانيا.
وموّلت تبرعات ماسك جهودًا مكثَّفة لتشجيع الناخبين على التصويت بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي في يوليو، وترشح نائبته "كامالا هاربس" بدلًا منه. وقضى ماسك ليلة الانتخابات مع الرئيس المنتخب في ناديه بفلوريدا، وقال ترامب: إنه سيعين ماسك مسؤولًا عن الكفاءة في إدارته.
وفي بيان لـ"رويترز" وصفت حملة ترامب ماسك بأنه "زعيم صناعي" قلّما يجود الزمان بمثله، وأضافت: أن "البيروقراطية الاتحادية المنهارة ستستفيد بالتأكيد من أفكاره وكفاءته".
وقد يجعل انخراطه المتزايد في السياسة إمبراطوريته الصناعية في وضع يشبهه الموظفون الحاليون والسابقون بالعصر الذهبي عندما كان عمالقة الصناعة مثل "جه.بي مورغان، وجون دافيسون روكفلر" يتمتعون بنفوذ واسع على السياسة الحكومية بشكل استفادت منه أعمالهم وثرواتهم.
وأثارت قوة ماسك المتنامية حماس مؤيديه الذين ينظرون إلى الحكومة باعتبارها عائقًا أمام عملياته عالية التكنولوجيا.
وقد ترتفع أو تنخفض ثروات تسلا اعتمادًا على تعامل ترامب مع مجموعة متنوعة من الدعم والسياسات والخطط التنظيمية للسيارات الكهربائية والسيارات ذاتية القيادة.
وبخصوص "تسلا": تتضمّن أهدافُ ماسك إقناعَ الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة، وهي الجهة التنظيمية الفيدرالية الأساسية للسلامة، بتأجيل إجراءات إنفاذ القانون المحتملة التي تتعلّق بسلامة أنظمة مساعدة السائق الحالية في تسلا، والتي تسمّى "الطيار الآلي" و"القيادة الذاتية الكاملة"؛ وفقًا لمصدر مطلع على الأمر.
وأضاف المصدر: أن "التركيز الأساسي لماسك على مدى السنوات الأربع المقبلة سيكون على إزالة القيود".
ولا توجد قواعد تنظيمية وطنية تحكم كيفية نشر المركبات ذاتية القيادة، وهذا يعني أن المشغلين مضطرون للتعامل مع قواعد تنظيمية مختلفة في كل ولاية. وانتقد ماسك تحديات الإجراءات التنظيمية على مستوى كل ولاية الشهر الماضي، ودعا إلى عملية موافقة الفيدرالية على مستوى البلاد.
ورغم شكاوى ماسك من البيروقراطية الخانقة، فإن شركة "سبيس إكس" تقود العالم حاليًّا في مجال إطلاق الصواريخ الممول من الحكومة، كما تبيع شركة تسلا ما يقرب من مليونَيْ سيارة كهربائية مدعومة بشكل كبير سنويًّا.
وبخصوص شركته الناشئة "نيورالينك" لزراعة شرائح الدماغ: يشتكي ماسك من أن عملية موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أبطأت الشركة عن زرع الجهاز في البشر.
واعتبر مصدر مطلع على عمليات الشركة أن ماسك ربما يستخدم نفوذه المتزايد في إدارة ترامب لتجاوز بعض الموافقات المتعلقة بالسلامة في هذه العملية.