فترة تاريخية تعيشها الولايات المتحدة الأمريكية بعد بدء مجلس الشيوخ في الكونجرس الأمريكي رسمياً، أمس الخميس، إجراءات محاكمة رئيس البلاد دونالد ترامب بتهمتي إساءة استخدام السلطة، وعرقلة التحقيق في عزل الرئيس.
وبدأت تحقيقات عزل دونالد ترامب في 24 سبتمبر 2019 على يدِ نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي التي قالت في خطابٍ متلفزٍ لها –حينذاك- إنها ستتخذ الخطوات اللازمة لبدء "محاكمة الرئيس الأمريكي"، والنظرِ في احتماليّة عزله، وذلك في أعقابِ انتشار "تقريرٍ مجهولٍ" زعمَ حدوث سوء استخدامٍ واسع النطاق للسلطة من قِبل "ترامب"؛ حيث يواجه الرئيس الأمريكي اتهامات بالضغط السياسي، وتأجيل تقديم حزمة مساعدات لأوكرانيا بحجم نحو 400 مليون دولار؛ وذلك للضغط على الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي؛ لتفتح السلطات الأوكرانية تحقيقاً مع نجل جو بايدن المنافس الديمقراطي على الرئاسة الأمريكية 2020.
واتخذت قضية "عزل ترامب" منحى تاريخياً بعد أن وافق مجلس النواب الأمريكي –قبل يومين- على إحالة ملف المحاكمة إلى مجلس الشيوخ للمضي قدماً به، حيث صوت 228 نائباً لصالح إحالة الملف، فيما صوت 193 ضده؛ إذ انقسمت الأصوات وفق التوجهات الحزبية.
ويمنح الدستور الأمريكي الكونجرس سلطة عزل الرئيس إلا أنه لم يحدث أن تم عزل أحد رؤساء الولايات المتحدة طوال التاريخ.
كيف يمكن عزل الرئيس؟
يجيز الدستور الأمريكي للكونجرس عزل الرئيس بسبب "الخيانة أو الرشوة أو غيرها من الجنايات الكبرى والجنح". وقد فسر الرئيس الأمريكي الأسبق جيرالد فورد في تصريح سابق ذلك بقوله: "المخالفة الموجبة للعزل هي ما تقرره الأغلبية في مجلس النواب في أي لحظة في التاريخ".
وبما أنه قد تم إحالة ملف المحاكمة إلى مجلس الشيوخ، فإن ما سيتم لاحقاً، أن يقوم أعضاء مجلس النواب بدور المدعين، وأعضاء مجلس الشيوخ بدور هيئة المحلفين، ويرأس الجلسات كبير القضاة في المحاكمة التي ستجرى وقائعها في مجلس الشيوخ، وتبدأ أولى جلساتها يوم 21 يناير الجاري.
ويشترط الدستور الموافقة بأغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ المكون من 100 عضو لإدانة الرئيس وعزله.
وتحتاج عملية عزل الرئيس الأمريكي إلى تصويت جميع النواب الديمقراطيين البالغ عددهم 45 نائباً، إضافة إلى نائبَين مستقلَّين، كما تحتاج عملية العزل إلى موافقة نحو 20 نائباً من الحزب الجمهوري (الحزب الذي ينتمي إليه ترامب)، وهو ما يفسر صعوبة تحقيق عملية العزل، ويجعل من الأمر أشبه بالمستحيل.
من سبق "ترامب" إلى المحكمة؟
اثنان من الرؤساء الأمريكيين سبق لهما أن شهدا نفس موقف "ترامب" الحالي، في مواجهة العزل من قاعة المحكمة. فقد أجرى مجلس النواب مساءلة للرئيس الديمقراطي أندرو جونسون عام 1868، وبيل كلينتون في 1998، لكنهما استمرا في منصبَيهما بعد أن برأهما مجلس الشيوخ.
بينما فطن الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون إلى احتمالية عزله الكبيرة بعد فضيحة ووترجيت (فضيحة تجسس على الديمقراطيين)، وإدانته بها، فسارع إلى إعلان استقالته في عام 1974م، بدلاً من الخروج من البيت الأبيض من الباب الضيق.