
تُعد هضبة الجولان واحدة من أكثر المناطق المثيرة للجدل في الشرق الأوسط، حيث تمثل مساحتها التي تبلغ 1200 كيلومتر مربع ساحة للصراعات السياسية والموارد الطبيعية وتطل الهضبة على سوريا، لبنان، والأردن، مما يجعلها نقطة استراتيجية حيوية للأطراف المتنازعة.
في عام 1967، احتلت إسرائيل معظم هضبة الجولان خلال حرب الأيام الستة، وضمتها عام 1981، دون أن يحظى هذا الإجراء باعتراف دولي. على الرغم من الجهود السورية لاستعادتها، بما في ذلك حرب 1973، لم يتحقق أي تقدم ملموس، وفي عام 2019، أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على الهضبة، ما أثار ذلك استياءً دوليًا وعربيًا واسعًا.
تمثل الهضبة حائط صد طبيعيًا، حيث استخدمتها إسرائيل كمنطقة عازلة خلال سنوات الحرب الأهلية السورية، كما تعزز أهميتها وجود موارد مائية غنية وأراضٍ خصبة تدعم الزراعة والسياحة. بالإضافة إلى ذلك، تعدها إسرائيل حاجزًا استراتيجيًا أمام النفوذ الإيراني في سوريا.
يعيش في الجولان نحو 55 ألف شخص، بينهم 24 ألف درزي رفض معظمهم الجنسية الإسرائيلية متمسكين بجنسيتهم السورية، أما الجانب الإسرائيلي، فيضم نحو 31 ألف مستوطن، يعمل العديد منهم في الزراعة والسياحة، مستفيدين من الموارد الغنية في المنطقة.
سيطرت المعارضة المسلحة على الجزء السوري من الجولان منذ عام 2014، قبل أن تستعيده القوات الحكومية السورية بدعم روسي في 2018، وظل التوتر مستمرًا بين الأطراف المتصارعة، مما يعكس تعقيد المشهد الإقليمي في هذه المنطقة.
هضبة الجولان ليست مجرد منطقة جغرافية، بل تمثل مفترق طرق للتاريخ والسياسة والطموحات الإقليمية، ما يجعلها ملفًا دائمًا على طاولة الصراعات الدولية.