قال مدير البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام في اليمن، العميد أمين العقيلي، اليوم الاثنين إن ميليشيا الحوثي مستمرة في زراعة الألغام رغم الهدنة الإنسانية التي ترعاها الأمم المتحدة منذ مطلع إبريل الماضي، وفقًا لـ"العربية نت".
وفي التفاصيل، أكد العميد "العقيلي" وجود أعداد جديدة تُضاف إلى أرقام الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي قبل الهدنة الأممية.
وجدد المسؤول اليمني في بيان صحفي مطالبته بضغط دولي على ميليشيا الحوثي للتوقف عن زراعة الألغام، وتسليم خرائط ما سبق أن زرعته من ألغام في محافظات يمنية عدة.
وأشار إلى أن كارثة الألغام ستمتد لعشرات السنين في ظل استمرار ميليشيا الحوثي في زراعتها، ورفضها تسليم الخرائط. مؤكدًا أن ما تقوم به الميليشيا من زراعة للألغام يتم بطرق نظامية، ولديها خرائط دقيقة، توضح أماكن تلك الألغام، سواء بإحداثيات أو رسوم توضيحية.
وأكد العقيلي أن ميليشيا الحوثي لا تزال تقوم بصناعة الألغام محليًّا، وتستقدمها من إيران عبر طرق تهريب، في مؤشر إلى نيتها زراعة المزيد من الألغام، إضافة إلى استمرارها حاليًا في زراعتها رغم الهدنة.
وأوضح أن السيول ساعدت على اتساع رقعة انتشار الألغام من خلال جرفها إلى مناطق غير ملوثة؛ لتصبح أماكن انتشارها غير محدودة ومعلومة؛ وتحتاج إلى جهود كبيرة. مؤكدًا نشر فرق في مناطق جديدة، جُرفت السيول والألغام إليها في العديد من المناطق، في مأرب وفي حريب وفي الجوف وفي شبوة وفي عسيلان وبيحان وعين، وتحريك فِرق في الضالع وفي تعز وفي باب المندب والوازعية.. ومناطق أخرى.
وأكد مدير البرنامج الوطني للألغام أن العمل على تطهير اليمن من الألغام مستمر، ولا يتوقف بهدنة ولا سلام دائم، مشيرًا إلى أن خطر الألغام الموجودة حاليًا سيستمر لعشرات السنين حتى وإن توقفت الحرب فورًا، وكفت الميليشيا عن زراعتها.
وأشاد بجهود المشروع السعودي لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام "مسام"، الذي قال إنه "مشروع جبار، وجاء في الوقت الذي يعيش فيه اليمن أسوأ كارثة ألغام في العالم".
وتشير التقديرات إلى أن "ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران" زرعت مليونَيْ لغم مختلفة الأشكال والأحجام، وبطريقة عشوائية، في عدد من المناطق اليمنية، في أوسع عملية زراعة للألغام منذ الحرب العالمية الثانية، أدت إلى مقتل وإصابة ما يزيد على 20 ألف مدني.
وكان فريق الخبراء الدوليين البارزين التابع للأمم المتحدة قد قال في تقريره المقدَّم لمجلس الأمن الدولي مؤخرًا: "إن استخدام الحوثيين الألغام الأرضية بشكل عشوائي ومنهجي، ولاسيما على طول الساحل الغربي، يشكِّل تهديدًا مستمرًّا للسكان المدنيين".