بعد أسبوع من هجماتها على لبنان.. هل حققت إسرائيل هدفها؟

بعد أسبوع من هجماتها على لبنان.. هل حققت إسرائيل هدفها؟

لا تملك خطة لإعادة الهدوء إلى حدودها الشمالية
تم النشر في

بررت إسرائيل شن هجماتها المكثفة على لبنان بتأمين حدودها الشمالية؛ ليعود عشرات الآلاف ممن فروا تحت نيران "حزب الله" بعد نحو عام إلى بيوتهم، ولكن المؤكد أن عمليات إسرائيل الأخيرة، بالرغم من عنفها وكثافتها، لم تحقق هدفها المعلن، بل إن تأمين الحدود أصبح أمرًا بعيد المنال إثر ما حل بجنوب لبنان من دمار، لن يقف اللبنانيون إزاءه مكتوفي الأيدي.

وأكد الكاتب نداف إيال في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أنه "ليس لدى أي أحد، داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أو خارجها، أي فكرة عن كيفية ترجمة هذه الإنجازات العملياتية إلى فائدة سياسية، وإلى انتصار حقيقي، يوقف الحرب في الشمال؛ فما دام حزب الله يحتفظ بأي قوة نارية فلن تتمكن الحدود الشمالية من العودة إلى طبيعتها".

وبدا رد "حزب الله" على تصعيد الأسبوع الماضي هزيلاً؛ فمئات الصواريخ والطائرات من دون طيار، التي أطلقها على شمال إسرائيل، بالرغم من أنها بلغت مدى لم تبلغه من قبل، واستهدفت تل أبيب مباشرة للمرة الأولى، إلا أنها لم تسفر عن أضرار تُذكر كما تزعم إسرائيل. ومع ذلك، فإن كثيرًا من الخبراء يرون أن "حزب الله" قادر على مواجهة الضربات الإسرائيلية، ومن المرجح أنه لم يستخدم من أسلحته إلا النزر القليل، وأبقى على الأسلحة المتطورة تحسبًا لأي طارئ، من باب الاحتياط، وفقًا لـ"يورو نيوز".

الاجتياح البري

ومكثت إسرائيل في حربها المستمرة على قطاع غزة قرابة ثلاثة أسابيع وهي تدك جميع أرجاء القطاع بغارات جوية مكثفة قبل الاجتياح البري واسع النطاق، وها هو العام يكاد ينقضي دون أن تحقق إسرائيل أهدافها في غزة؛ فلا تزال "حماس" تقاتل بصمود، وتحتجز عشرات الأسرى. وما أمر "حزب الله" عن ذلك ببعيد، بل إن الحزب أكثر تقدمًا من "حماس" من الناحية العسكرية، كما أنه يتحرك في مساحة أرحب، وتتاح له خطوط إمداد واسعة، تربطه بشكل مباشر بالخارج، فضلاً عما لديه من شبكات أنفاق، يُعتقد أنها أكثر اتساعًا من تلك الموجودة في غزة.

ويضاف إلى ذلك أن إسرائيل في هجماتها الحالية على لبنان قد تبنت حتى الآن أهدافًا أضيق نطاقًا؛ فلا هي تهدف إلى نزع سلاح "حزب الله"، أو حتى إلحاق الهزيمة به، بل التوصل إلى وضع جديد، يجعل الحزب يتراجع عن الحدود، ويوقف الهجمات، فأنَّى لذلك أن يتحقق دون هجوم بري، مع أن إسرائيل لا تستبعده؛ بدليل أنها أرسلت إلى الحدود الشمالية آلافًا من قواتها، التي كانت تقاتل في غزة، تحسبًا لفشل حملتها الجوية على الجنوب اللبناني.

قدرات مجهولة

وليس لدى إسرائيل خطط فورية لاجتياح بري، بل إن حسن نصر الله، الأمين العام لـ"حزب الله"، في خطابه الأخير تمنى أن تقدم إسرائيل على التدخل البري؛ "لكي ترى ما لا يخطر لها على بال"؛ ما يعني أن لدى "حزب الله" قدرات ليست بادية للعيان، بالرغم من أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قد تباهي مؤكدًا أن ضربات يوم الاثنين وحدها قد قضت على عشرات الآلاف من الصواريخ والقذائف التي يملكها "حزب الله". وقد اعترف "حزب الله" بتعرضه لضربات قاسية، ولكن حتى لو كان تقييم "غالانت" صحيحًا فإن الخبراء يؤكدون أن الحزب لا يزال يمتلك موارد كبيرة، وقدرات غير معروفة.

ويزعم "حزب الله" أن لديه نحو 100.000 مقاتل، وقبل الهجوم الأخير كان يعتقد أن لديه نحو 150 ألف صاروخ وقذيفة، بما في ذلك قذائف بعيدة المدى قادرة على ضرب أي مكان داخل إسرائيل، علاوة على بعض الصواريخ الموجهة بدقة. ومن المرجح أن تكون أسلحته الأكثر تطورًا محفوظة في الاحتياط؛ لأنه لا يخفي مساعيه إلى تجنب إشعال حرب شاملة، ما لم يضطر إليها اضطرارًا.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org