"وصلنا للحد الأقصى".. مستشفيات غزة مكتظة مع فرار الآلاف من الهجوم الإسرائيلي

تدفق أعداد هائلة من المصابين بجروح خطيرة وسط نقص حاد في الإمدادات
"وصلنا للحد الأقصى".. مستشفيات غزة مكتظة مع فرار الآلاف من الهجوم الإسرائيلي
تم النشر في

في قلب غزة المدمر، تكافح المستشفيات القليلة المتبقية لاستيعاب موجة هائلة من المصابين والمرضى الفارين من الهجوم الإسرائيلي الجديد في شمال القطاع، ومع نزوح الآلاف من مدينة غزة إلى الجنوب، تواجه المنشآت الطبية في خان يونس والمواصي أزمة غير مسبوقة، حيث تتدفق أعداد هائلة من المصابين بجروح خطيرة وسط نقص حاد في الإمدادات، وتسلط هذه الأزمة الإنسانية الضوء على معاناة القطاع المحاصر وسط تصاعد العمليات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي.

أزمة طبية

وتواجه المستشفيات في وسط وجنوب غزة، مثل مجمع ناصر الطبي في خان يونس والمستشفيات الميدانية في المواصي، تدفق كثيف للمرضى والمصابين، وأوضح الدكتور مارتن غريفيثس جراح الصدمات البريطاني الذي يعمل متطوعًا في المواصي، أن قسم الطوارئ في مستشفى ميداني يتسع لـ90 سريرًا استقبل 160 مصابًا في ليلة واحدة، بينما يطلب 600 شخص العلاج يوميًا من عيادة صغيرة، ويقول: "إن الجميع جائعون، يعانون من سوء التغذية، وخائفون. ليس لدينا ما يكفي من الإمدادات"، مشيرًا إلى تفاقم الوضع بسبب إصابات الانفجارات والرصاص والجروح الملتهبة، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.

وأجبرت الأوامر العسكرية الإسرائيلية حوالي 320,000 شخص على الفرار من مدينة غزة، وفقًا للأمم المتحدة، ويصل النازحون، ومعظمهم مرضى أو مصابون، إلى الجنوب بعد رحلات شاقة، غالبًا سيرًا على الأقدام بسبب ندرة المركبات وازدحام الطرق، ويعاني الكثيرون من جروح قديمة أو التهابات تهدد حياتهم، في مستشفى ناصر، يعالج الأطفال في الممرات لعدم توفر أسرّة، بينما يصف محمد صقر، مدير التمريض، الوضع بأنه على حافة الانهيار مع إنهاك الطواقم الطبية ونقص الموارد الأساسية.

نقص الإمدادات

وتفاقمت الأزمة بإغلاق منشآت طبية في شمال غزة، مثل مستشفى الرنتيسي للأطفال ومستشفى العيون، بسبب القصف الإسرائيلي المكثف، ويبقى الرنتيسي مفتوحًا جزئيًا كنقطة إسعافات أولية، لكن القصف المستمر يمنع وصول المرضى، كما تلقى المستشفى الميداني الأردني في تل الهوى أوامر بالإخلاء، مما يهدد حياة 300 مريض وطواقمه الطبية، وهذه التطورات تضع ضغطًا إضافيًا على المنشآت الجنوبية، التي تكافح لتلبية الاحتياجات المتزايدة.

وعلى الرغم من وصول بعض المساعدات، مثل إمدادات اللجنة الدولية للصليب الأحمر ويونيسف إلى مجمع الشفاء، إلا أن القيود على الوصول الإنساني، بما في ذلك إغلاق معبر زيكيم منذ 12 سبتمبر، تحد من تدفق الإمدادات، ويقول عبد الحايك، مدير مشروع في منظمة الإغاثة الطبية للفلسطينيين: "إن مخزونات الأكسجين والوقود في مجمع الشهاب على وشك النفاد، مما يعرض حياة الأطفال حديثي الولادة للخطر"، مضيفًا: "تلقينا 1000 لتر من الوقود، تكفي لأربعة أيام فقط".

صدمات إنسانية

ووسط هذا الدمار، تبرز قصص مأساوية، يروي غريفيثس عن صبي يبلغ 14 عامًا أصيب برصاصة في الرأس والرقبة، توفي أمام والده دون أن يتمكن الأطباء من إنقاذه، صبي آخر، أصغر سنًا، يعاني من إصابات متعددة وصدمة نفسية عميقة بعد فقدان عائلته، و"يمكنني تحسين حالته جسديًا، لكن الصدمة العاطفية لا علاج لها"، يقول غريفيثس، ومع استمرار القتال، يتساءل المراقبون: هل ستتوقف هذه المعاناة الإنسانية قبل أن ينهار النظام الصحي بالكامل؟

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org