لم تختلف وتيرة تنفيذ قائد مجموعة فاغنر للمرتزقة يفغيني بريغوجين، لانقلابه ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والجيش الروسي؛ عن وتيرة إنهائه له؛ فكلاهما جرى بسرعة وعلى نحو مباغت، كما لم تنتج عنهما خسائر بشرية في صفوف "فاغنر"، التي هدّدت القيادةُ الروسية بسحق تمردها، وذلك يرجع إلى بنود الاتفاق الذي أبرمه الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو و"بريغوجين"، والذي ضمن للأخير ألا يتعرّض لخسائر أو عقوبات من أي نوع؛ فماذا تضمّن الاتفاق من بنود؟
وقد أُعلنت بنود الاتفاق على لسان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الذي أوضح أنه بموجب الاتفاق سيتم إسقاط الدعوى الجنائية المرفوعة ضد "بريغوجين"، وسيتوجّه هو نفسه إلى بيلاروسيا، ولن يُقاضَى مقاتلو "فاغنر" الذين شاركوا في التمرُّد المسلح، فـ"لطالما احترمنا أعمالهم البطولية على الجبهة".
وأضاف "بيسكوف": أن الاتفاق يقضي بعودة "فاغنر" إلى قواعدها، وأن المقاتلين الذين لم يشاركوا في التمرد سيسمح لهم بالانضمام رسميًّا إلى الجيش الروسي.
وفي تبريره لنوعية بنود الاتفاق، الذي يصبّ تمامًا في صالح قائد "فاغنر"، قال المتحدث باسم الكرملين: "إن الهدف الأسمى للاتفاق هو تجنُّب حمّام دم وصدام داخلي واشتباكات لا يمكن التنبؤ بنتائجها"، مشيدًا "بتسوية من دون مزيد من الخسائر".
وبدأت السلطات الروسية عقب إعلان الاتفاق في رفع الإجراءات الأمنية الاستثنائية، التي اتخذت في مواجهة تقدم "فاغنر"، كما رفعت القيود على التنقل، التي فرضت على موسكو ومنطقتَي ليبيتسك وكالوغا، الواقعتين جنوبها، وتراجع شبح "الحرب الأهلية" التي تحدث عنها الرئيس فلاديمير بوتين، ومثّلت التحدي الأكبر الذي واجهه منذ وصوله إلى السلطة في نهاية 1999.