بعد ساعات من توقيع كل من موسكو وكييف، اتفاقية برعاية الأمم المتحدة وتركيا، في إسطنبول؛ لاستئناف تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود؛ قَصَف الجيش الروسي بصواريخ كروز، أكبر وأهم ميناء أوكراني في أوديسا؛ بحسب وزارة الدفاع الأوكرانية.
سريعًا اتهمت أوكرانيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "بصق في وجه" الأمم المتحدة وتركيا، وحمّلت موسكو مسؤولية فشل الاتفاق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أوليغ نيكولينكو: إن الرئيس الروسي "بصق في وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش والرئيس التركي رجب أردوغان، اللذيْن قاما بجهود للتوصل إلى الاتفاق".
وفي تصريح لاحق، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي: إن الضربة الصاروخية الروسية على ميناء أوديسا أظهرت أن موسكو ستجد طريقة لعدم تنفيذ اتفاق الحبوب الذي أُبرم مع الأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا. وأضاف زيلينسكي في مقطع فيديو على تلغرام: "هذا يُثبت شيئًا واحدًا فقط، وهو أنه بغضّ النظر عما تقوله روسيا ووعودها، فإنها ستجد طريقة لعدم تنفيذ (الاتفاق)".
من جهته، قال ممثل منطقة أوديسا، سيرغي براتشوك، في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي: "هاجم العدو ميناء أوديسا البحري بصواريخ كروز من طراز كاليبر". وأضاف: "أسقطت الدفاعات الجوية صاروخين وأصاب صاروخان البنية التحتية للميناء".
وقال وزير البنية التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف إن بلاده تواصل استعدادها لاستئناف صادرات الحبوب من موانئها المطلة على البحر الأسود؛ فيما قالت مصادر مسؤولة أخرى أن الضربة الروسية لم تتسبب في أضرار جسمية.
وقالت أوكرانيا عبر وزير خارجيتها إنها لا تثق في تطبيق روسيا للاتفاق، وحمّلت الأممَ المتحدة مسؤولية تطبيقه كاملًا.
واعتبر الرئيس زيلينسكي أيضًا، أن أوكرانيا قادرة على "الصمود" في الحرب، وقال أيضًا أمس السبت: إن بلاده لديها شحنات حبوب جاهزة للبيع قيمتها نحو عشرة مليارات دولار، وهي جاهزة للتصدير.
ولم تتبنَّ روسيا قصف الميناء الأكبر في أوكرانيا، ولم تقدم وزارة الدفاع أية تصريحات رسمية بعدُ بشأن ما حدث.
لكن وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، قال إن المسؤولين الروس أبلغوا أنقرة بأن موسكو "لا علاقة لها" بالضربات على الميناء. وقال آكار في بيان نشرته وزارة الدفاع: خلال اتصالاتنا مع روسيا، أخبرنا الروس بأنه لا علاقة لهم على الإطلاق بهذا الهجوم، وأنهم يدرسون القضية عن كثب وبالتفصيل.
وكان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، الذي شارك في التوقيع على الاتفاقية، قد قال إن روسيا "أخذت على عاتقها الالتزامات المنصوص عليها بوضوح في وثيقة الاتفاق"، وأنها "لن تستغل حقيقة أن الموانئ سيتم تطهيرها من الألغام وفتحها. لقد قطعنا هذا الالتزام".
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنتونيو غوتيريش، ووزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الهجوم الصاروخي.
وقال بيان صادر عن الأمم المتحدة إن "الأمين العام يُدين بشكل لا لبس فيه الضربات التي أُعلن عنها على ميناء أوديسا الأوكراني". وأضاف أنه "لا بد من التنفيذ الكامل (للاتفاق) من قِبَل الاتحاد الروسي وأوكرانيا وتركيا".
وفي بروكسل، كتب بوريل في تغريدة على تويتر "ضرْب هدف مهم لتصدير الحبوب بعد يوم واحد من توقيع اتفاق إسطنبول؛ أمرٌ مستهجن ويبرهن مرة أخرى على ازدراء روسيا الكامل بالقانون والالتزامات الدولية".
وقالت السفيرة الأمريكية في كييف: ينبغي محاسبة موسكو على ما وصفته بـ"الضربة الشائنة" على مدينة أوديسا الساحلية.
وأدانت بريطانيا -السبت- الهجوم "المروع" الذي استهدف ميناء أوديسا الأوكراني. وقالت وزيرة الخارجية ليز تراس: "من المروع للغاية أنه بعد يوم فقط من هذا الاتفاق، شن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجومًا غير مبرر تمامًا على أوديسا".
وبعد التواصل مع الجانب الروسي، أعربت تركيا عن قلقها إثر الضربات على الميناء. وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار: "كون هذا الحادث وقع مباشرة بعد الاتفاق الذي أبرمناه، فهذا يثير قلقنا فعلًا".