انتشرت قوات الأمن العراقية بكثافة في مدينة النجف، بعد ساعات من إحراق عدد من المحتجين للقنصلية الإيرانية أمس الأربعاء.
وذكرت تقارير إعلامية، اليوم الخميس، أن محتجين قطعوا طريق المدينة، وطريق كربلاء، ونفق العسكريين وسط المحافظة عبر حرق الإطارات.
وأعلن أصحاب المحلات التجارية إضرابًا كبيرًا اليوم؛ حيث قرروا إغلاق محلاتهم تحت شعار "سحب الثقة عن الحكومة والأحزاب".
وبحسب "سكاي نيوز عربية"، تشهد مدينة النجف أجواء متوترة منذ إحراق القنصلية الإيرانية، عقب محاصرتها من قِبَل متظاهرين يحتجون على فساد الطبقة السياسية في العراق، وما يعتبرونه تدخلًا من طهران في شؤون بلدهم ومنعها لأي عملية تغيير سياسي قد تطال حلفاءها في الحكم.
وقال محافظ النجف لؤي الياسري: إن الدوام الرسمي في جميع دوائر الدولة معطل، الخميس، عدا الدوائر الأمنية والصحية والخدمية؛ لقطع أكثر الطرق بسبب التظاهرات التي تشهدها المناطق الرئيسية في المحافظة.
وأصيب نحو 100 متظاهر قرب القنصلية خلال مواجهات مع قوات الأمن، نتيجة إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الجموع ومنعهم من الوصول إلى مقر القنصلية الإيرانية.
وتعتبر هذه الواقعة تكرارًا لما حدث في مطلع نوفمبر الجاري؛ حيث حاصر متظاهرون عراقيون مقر القنصلية الإيرانية في مدينة كربلاء المجاورة، وحاولوا إحراقها؛ بسبب "وقوف إيران خلف النظام السياسي العراقي الفاسد".
كما حاول محتجون اقتحام مرقد محمد باقر الحكيم في المدينة؛ لكن وجود قوات الأمن حال دون ذلك.
وفي محافظة ذي قار، أفاد مصدر طبي اليوم الخميس، بسقوط 7 قتلى و45 جريحًا، في مواجهات مبكرة بين محتجين وقوات الأمن.
وفي كربلاء، وقعت إصابات خلال اشتباكات في حي البلدية بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين. واستخدمت القوات الأمنية الرصاص الحي في تفريق التظاهرة في حي البلدية وسط المدينة.
ويشهد العراق منذ الأول من شهر أكتوبر أكبر موجة احتجاجات شعبية منذ سقوط نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين عام 2003، وقد لَقِيَ أكثر من 300 محتج مصرعهم حتى الآن، بالإضافة إلى آلاف الجرحى والمصابين.