دفعت عرقلة أمريكا يوم الجمعة الماضي، لمشروع قرار مجلس الأمن الداعي إلى وقف إنساني فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، ممثلي منظمة التعاون الإسلامي، والمجموعة العربية في منظمة الأمم المتحدة إلى تقديم طلب لعقد اجتماع خاص للجمعية العامة للأمم المتحدة؛ لمناقشة الوضع في غزة، وقد تقرر عقد الاجتماع غدًا (الثلاثاء)، فما القرارات المتوقعة للاجتماع؟ وما أهمية قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة بالنظر إلى أنها قرارات غير ملزمة؟
سيبحث الاجتماع المرتقب للجمعية العامة للأمم المتحدة، مشروع قرار قريب من المشروع الذي أحبطته أمريكا في مجلس الأمن باستخدامها حق النقض "الفيتو"، ويتضمّن نص المشروع، الذي اطلعت عليه "فرانس برس"، الإعراب عن القلق بشأن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، ويطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، ويدعو إلى حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، والمتوقع أن تصوّت غالبية الدول الأعضاء في الجمعية العام للأمم المتحدة والبالغ عددها 193 دولة لصالح مشروع القرار.
والجمعية العامة هي جهاز الأمم المتحدة التمثيلي الرئيسي للتداول وصنع السياسة العامة، وتُلزِم في التصويت على قضايا مهمة محددة، مثل التوصيات المتعلقة بالسلام والأمن وانتخاب أعضاء مجلس الأمن، موافقة أغلبية ثلثي الدول الأعضاء، أما المسائل الأخرى فتتقرر بأغلبية بسيطة، وتنص المادة 11 من ميثاق الأمم المتحدة على أنه "للجمعية العامة أن تنظر في المبادئ العامة للتعاون في حفظ السلم والأمن الدوليين، وأن تناقش أي مسائل تتعلق بحفظ السلم والأمن الدوليين تعرض عليها من أي دولة عضو في الأمم المتحدة، أو من قبل مجلس الأمن".
وأجازت المادة 10 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تُحدد مهام وسلطات الجمعية العامة، للجمعية العامة تقديم التوصيات إلى أعضاء الأمم المتحدة أو مجلس الأمن أو كليهما، ولكن قراراتها لا تُعد ملزمة قانونًا، والقرارات الوحيدة التي يمكن أن تكون ملزمة قانونًا هي تلك التي يتخذها مجلس الأمن، حيث تمنح المادة 24 من ميثاق الأمم المتحدة مجلس الأمن "المسؤولية الأساسية عن صون السلم والأمن الدوليين".
ورغم أن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة عبارة عن توصيات ليست ملزمة قانونًا لأي دولة؛ فإن البيانات التي يُدلى بها في الجمعية العامة تُعد تمثيلية لموقف كل دولة من الدول الأعضاء في الجمعية، وتعبر عن موقفها من القضية المطروحة، وبناء على ذلك فإن قرارات الجمعية تكشف مواقف الدول من القضية ومقدار التأييد الدولي لها، وتشكل في هذا الإطار نوعًا من الضغط على الدول الداعمة لاستمرار النزاعات والحروب مثل أمريكا وبريطانيا، اللتين تدعمان استمرار حرب "إسرائيل" على غزة.