بعدما رفعت الغارات التي شنتها باكستان أمس، داخل الأراضي الإيرانية من حدة التوتر بين البلدين، لاسيما أنها أتت بعد ضربات إيرانية مماثلة في الأراضي الباكستانية، الثلاثاء الماضي، طرأ طارئ على الملف.
فقد كشف وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، لنظيره الباكستاني باتصال هاتفي، أن الحكومة لم تعلم بالضربات التي نفذها الحرس الثوري على الجارة، ولا بالخطة، وفقًا لموقع "إيران إنترناشونال".
كما أكد "عبد اللهيان" أن الحرس الثوري تصرف من دون إبلاغه، وفق ما نقلت "العربية.نت".
بالمقابل، شدد وزير الخارجية الباكستاني أنوار الحق كاكر لنظيره استعداد بلاده للعمل المشترك في جميع القضايا على أساس الثقة والتعاون المتبادلين، وأعلن أيضاً استعداد إسلام آباد للعمل مع طهران بشأن جميع القضايا.
جاء ذلك بينما قال مسؤولون أمنيون إيرانيون طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، إن الهجوم الصاروخي على باكستان تم بهدف تأمين الأمن الداخلي الإيراني.
أتت هذه التطورات على وقع توتر كبير عاشته البلدان خلال الساعات الماضية، إثر تنفيذ كليهما ضربات متبادلة.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أمس الخميس، أن بلاده تندد بشدة بالضربات الباكستانية، وتطلب تفسيرات.
في المقابل، لوحت إسلام آباد بالمزيد في حال تهورت إيران، وقال مسؤول أمني باكستاني رفيع إن الجيش في حالة تأهب للرد على أي مغامرة خاطئة من إيران.
وكانت باكستان أعلنت في وقت سابق من الخميس، أنها نفذت صباحًا سلسلة ضربات عسكرية منسقة وموجهة بدقة على "مواقع إرهابيين" في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية.
وأوضحت وزارة الخارجية أن "عددًا من الإرهابيين قتل خلال العملية التي استندت لمعلومات استخباراتية".
أتى هذا التوتر بعد يومين على قصف طهران مواقع داخل الأراضي الباكستانية، ضد جماعة "جيش العدل" التي تصنفها إرهابية.
وغالبًا ما تتبادل طهران وإسلام آباد اتهامات حول السماح لمسلحين من "جيش العدل أو جيش تحرير بلوشستان" باستخدام أراضي الدولة الأخرى لشنّ هجمات، لكن نادرًا ما تحوّلت تلك الاتهامات إلى تدخل عسكري مباشر من طرف ضد آخر كما حصل مؤخرًا، ما صعد من المخاوف الدولية.