تبذل فرنسا جهوداً مشبوهة خلف الأبواب المغلقة لإنقاذ النظام الإيراني عبر عقد صفقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران؛ تهدف إلى تقليص العقوبات القصوى، بينما تلتزم إيران بالاتفاق النووي.. الجهود الفرنسية تتجاهل الحلفاء العرب وشواغل جيران إيران، كما تحدثت أوساط أوروبية أن الصفقة الفرنسية لا تشمل الصواريخ البالستية ولا سلوك إيران المدمر في المنطقة، بل تتركز على الالتزام بالاتفاق النووي.
وفي خطوة دبلوماسية مثيرة وصفها البيت الأبيض بالمفاجئة، زار وزير الخارجية الإيراني مقر انعقاد قمة مجموعة السبع؛ لإجراء محادثات على هامش القمة التي استضافتها فرنسا الأحد، بينما كثفت باريس جهودها لتخفيف حدة التوتر بين طهران وواشنطن.
وتوجه "ظريف" إلى مدينة بياريتس في جنوب غرب فرنسا، حيث يجتمع قادة مجموعة السبع وفقا لوكالة "رويترز". وأجرى محادثات لأكثر من ثلاث ساعات بعضها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل أن يعود إلى طهران.
وقال "ظريف" على "تويتر": "الطريق أمامنا صعب. لكن يستحق المحاولة". وإنه بالإضافة إلى الاجتماع مع القادة الفرنسيين قدم إفادة مشتركة لمسؤولين من ألمانيا وبريطانيا.
وسعى مسؤولون فرنسيون إلى وصف الاجتماع بالمهم من أجل تنقيح الاقتراحات الإيرانية للمساعدة في نزع فتيل الأزمة بعد أن ناقش قادة مجموعة السبع الملف الإيراني خلال مأدبة عشاء ليل السبت.
وقال مسؤول فرنسي بعد الاجتماع: "المناقشات التي عقدت بين الرئيس وظريف كانت إيجابية وستستمر". وامتنع عن الرد على أسئلة تفصيلية.
ويهدف الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى إلى كبح الأنشطة النووية الإيرانية مقابل رفع كثير من العقوبات الدولية التي كانت مفروضة على طهران.
ومنذ انسحاب واشنطن من الاتفاق العام الماضي، يتبنى "ترامب" سياسة ممارسة الضغط على إيران لأقصى حد؛ بهدف إجبارها على الدخول في مفاوضات جديدة تشمل برنامجها للصواريخ الباليستية وأنشطتها في المنطقة.
وفي حين يريد حلفاؤه الأوروبيون أيضاً إجراء محادثات جديدة، فإنهم يعتقدون أنه يجب دعم الاتفاق النووي؛ نظرا لأنه يفرض قيوداً على البرنامج النووي الإيراني.
وأخذ "ماكرون" زمام المبادرة في أوروبا لمحاولة إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني وتجنب أزمة أعمق في الشرق الأوسط، واجتمع مع "ظريف" في باريس يوم الجمعة وناقشا مقترحات لاحتواء الأزمة من بينها تخفيف بعض العقوبات الأمريكية أو منح إيران آلية تعويض اقتصادي لعائدات النفط المفقودة بسبب العقوبات الأمريكية.