ألمح الرئيس الروسي السابق والمسؤول الأمني الكبير حاليًّا "ديميتري ميدفيديف"، مجددًا، إلى قدرة بلاده على استعمال السلاح النووي ردًّا على استخدام أوكرانيا صواريخ غربية بعيدة المدى وتوغلها في منطقة كورسك الروسية.
ووفق "روسيا اليوم": كتب ميدفيديف في قناته على "تليغرام"، اليوم السبت: أن بلاده بوسعها تدمير العاصمة الأوكرانية كييف بأسلحة غير نووية ردًّا على استخدام أوكرانيا صواريخ غربية بعيدة المدى.
وأضاف: أن موسكو لديها بالفعل أسسًا رسمية لاستخدام أسلحة نووية منذ توغل أوكرانيا في منطقة كورسك الروسية، لكن يمكنها بدلًا من ذلك استخدام أسلحة تكنولوجية متطورة جديدة لديها لتحول كييف إلى "كتلة منصهرة عملاقة" عندما ينفد صبرها.
وأردف: "إليكم ما يجول في بالهم: يتحدث الروس كثيرًا عن الردّ بأسلحة الدمار الشامل، لكنهم لن يفعلوا شيئًا.. هذه مجرد "تدخلات لفظية".. الروس لن يتجاوزوا الخطوط الحمراء.. إنه مجرد تخويف".
وتابع: "ماذا يمكنني أن أقول: لا أحد يحتاج حقًّا إلى صراع نووي. هذه رواية سيئة للغاية ونتائجها صعبة للغاية؛ ولهذا السبب لم يتم حتى الآن اتخاذ قرار باستخدام الأسلحة النووية".
من ناحية أخرى أكد نائب وزير الخارجية الروسي "سيرغي ريابكوف" أن موسكو تعلم أن الغرب اتخذ قرارًا بشأن ما إذا كان سيسمح لأوكرانيا بمهاجمة روسيا بصواريخ بعيدة المدى، وأبلغ كييف بذلك.
ولم يوضح "ريابكوف" طبيعة القرار الذي يشير إليه، لكنه قال: إن عدم نجاح تحذيرات موسكو الشفهية للغرب من مغبة المزيد من التصعيد سيجبر روسيا على التحول إلى إرسال الإشارات بطرق مختلفة؛ وفق ما نقلت وكالة تاس للأنباء.
يشار إلى أن روسيا شنّت هجومًا جديدًا خلال الليل بأسراب من الطائرات المسيرة على العاصمة الأوكرانية كييف ومدن أخرى، اليوم السبت؛ مما دفع الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" إلى إصدار مناشدة جديدة لمنح بلاده المزيد من الدفاعات الجوية والقدرات العسكرية بعيدة المدى.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية: إن دفاعاتها تمكنت من إسقاط 72 طائرة مسيرة من طراز شاهد من أصل 76 طائرة أطلقتها روسيا على 12 منطقة في وسط وجنوب وشرق البلاد.
وأفاد "فيتالي كليتشكو" رئيس بلدية كييف بأن شظايا طائرة مسيرة سقطت على مبنى بلدية في منطقة أوبولون شمال وسط المدينة في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت، لكن ذلك لم يسفر عن اندلاع حريق.
وخلال الحرب المستمرّة الآن منذ ما يقرب من 31 شهرًا، قصفت روسيا أوكرانيا بآلاف الطائرات المسيرة والصواريخ؛ مما أسفر عن مقتل آلاف المدنيين، وألحق أضرارًا بالبنية التحتية وشبكة الكهرباء، ودمر عشرات الآلاف من البنايات السكنية والتجارية.
وتنفي موسكو استهداف المدنيين عمدًا، وتقول: إن هجماتها بعيدة المدى تهدف إلى تقليل قدرة أوكرانيا على القتال.