تفاجأ أتباع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بمحتوى رسالة بريد إلكتروني موجهة من "ترامب"، تتضمن هذه العبارات المثيرة "لقد تم الإذن لهم بإطلاق النار علي!، لقد نجوت من الموت تقريبًا. كانت وزارة العدل في عهد بايدن مستعدة لإطلاق النار القاتل في مار-آ-لاغو"، وتساءل قراء رسالة "ترامب": هل هذه صرخة طلبًا للمساعدة من ضرر جسدي؟ لكن اكتشفوا أنها مجرد محاولة أخرى من "ترامب" لجمع المال لحملته الانتخابية.
وغالبًا ما تبدو كتابة رسائل البريد الإلكتروني لجمع التبرعات للسياسيين هذه الأيام وكأنها ممارسة في الإثارة، لكن الادعاء بتعرض الحياة للخطر هو أمر جديد، وفقاً للكاتب في صحيفة "سي إن إن" الأميركية زاكاري وولف، كما أنه يشعر وكأنه انعطاف على حجة "الحصانة المطلقة" المثيرة للجدل التي قدمها محامي "ترامب" أمام المحكمة العليا الأمريكية الشهر الماضي، التي مفادها أن الرؤساء يجب أن يكونوا، من الناحية النظرية، قادرين على إصدار أمر بتنفيذ ضربة ضد منافس سياسي دون مواجهة الملاحقة القضائية.
وأوردت شبكة "سي إن إن" الحقائق الفعلية لادعاء "تم الإذن لهم بإطلاق النار علي"، التي ضمتها وثيقة كشف عنها مؤخرًا تُحدد إجراءات مكتب التحقيقات الفيدرالي في عملية تفتيش منتجع مار-آ-لاغو التابع لـ"ترامب" في عام 2022 للبحث عن وثائق سرية لغةً قياسيةً بشأن "استخدام القوة" في عمليات البحث، كما تشرح الوثيقة، التي يُطلق عليها اسم "أمر عمليات إنفاذ القانون"، ما كان يُسمح للعملاء إحضاره معهم عند تفتيشهم لمنتجع "ترامب" وكيف كان يُسمح لهم بالعمل كجزء من عملية البحث، وتضمنت كذلك لغة نموذجية من دليل وزارة العدل بشأن استخدام القوة، بما في ذلك الظروف المحدودة، التي يُسمح فيها للعملاء باستخدام القوة المميتة.
ولا تتناسب هذه التفاصيل مع موضوع في رسالة البريد الإلكتروني لـ"ترامب"، وبالتأكيد لا تتناسب مع رواية "ترامب" بأنه يتعرض للاضطهاد، و"ترامب" هو سيد الإثارة، لذا جعل موضوع رسالة البريد الإلكتروني أنه في خطر جسدي ضمن أعماله المثيرة والمبالغ فيها وغير الصحيحة.