روسيا تشن أكبر هجوم على أوكرانيا.. هل تكسر الجهود الدبلوماسية حلقة العنف أم يستمر التصعيد؟

استخدمت 805 "مسيرات و13 صاروخًا
روسيا تشن أكبر هجوم على أوكرانيا.. هل تكسر الجهود الدبلوماسية حلقة العنف أم يستمر التصعيد؟
تم النشر في

في تصعيد خطير للصراع، شنت روسيا فجر اليوم (الأحد)، أكبر هجوم جوي على أوكرانيا منذ بدء الحرب، مستخدمة 805 طائرات مسيرة إلى جانب 13 صاروخًا، واستهدفت الهجمات العاصمة كييف ومناطق أخرى، مخلفةً قتيلين و17 جريحًا، وأضرارًا بمبنى مجلس الوزراء، ويعكس هذا الهجوم تصميم روسيا على تكثيف ضغوطها العسكرية، مما يثير تساؤلات حول مصير جهود السلام الهشة بين البلدين في ظل دعوات دولية متزايدة للحل السلمي.

تصعيد جوي

واستهدفت الطائرات المسيرة الروسية، في هجوم غير مسبوق، مواقع حيوية في كييف، بما في ذلك مبنى مجلس الوزراء، حيث تصاعد الدخان من سطحه إثر إصابة محتملة بحطام أو ضربة مباشرة، وأفادت القوات الجوية الأوكرانية بإسقاط 747 طائرة مسيرة و4 صواريخ، فيما سجلت 56 ضربة بطائرات مسيرة و9 إصابات صاروخية عبر 37 موقعًا في البلاد، وتضررت 10 مواقع في كييف، منها مبنيان سكنيان في منطقتي سفياتوشينسكي ودارنيتسكي، وفقًا لعمدة المدينة فيتالي كليتشكو.

وأسفر الهجوم عن مقتل أم وطفلها البالغ 3 أشهر، انتُشلت جثتيهما من تحت الأنقاض، حسبما أكد تيمور تكاتشينكو، رئيس إدارة مدينة كييف، كما أصيب 17 شخصًا، مما يبرز الكلفة البشرية الباهظة لهذا التصعيد، وأشار تكاتشينكو إلى أن الهجوم تسبب في أضرار واسعة، بما في ذلك مبنى حكومي رئيسي، وهو ما يعد سابقة خطيرة في استهداف المواقع الحكومية المركزية.

ظلال ثقيلة

وأدانت رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا سفيريدينكو الهجوم، مؤكدةً أن الأضرار طالت السقف والطوابق العليا لمبنى مجلس الوزراء، ودعت إلى رد فعل دولي حاسم، مشددةً على ضرورة تعزيز العقوبات على قطاعي النفط والغاز الروسيين. وقالت: "سنعيد بناء المباني، لكن الأرواح المفقودة لا تُعوَّض"، ويعكس هذا التصريح الغضب الأوكراني وإصرار الحكومة على مواجهة التحديات رغم الخسائر، وفقًا لـ"أسوشيتد برس".

وواكب الهجوم الروسي وقت تتضاءل فيه آمال التوصل إلى تسوية سلمية، بعد هجوم مماثل قبل أسبوعين. ومع تعهد 26 من حلفاء أوكرانيا بنشر قوات "طمأنة" بعد انتهاء القتال، وأعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن استعداده للتفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى فرض عقوبات صارمة على روسيا لدفعها نحو إنهاء الحرب، لكن هذا التصعيد يلقي بظلال ثقيلة على هذه المساعي.

ويبرز الهجوم التحديات التي تواجه جهود الوساطة الدولية، حيث يعكس استهداف العاصمة تصعيدًا استراتيجيًا قد يهدف إلى إضعاف الروح المعنوية الأوكرانية، ومع استمرار روسيا في تكثيف هجماتها، تتزايد الحاجة إلى تحرك دولي منسق للضغط على موسكو. فهل ستتمكن الجهود الدبلوماسية من كسر حلقة العنف، أم أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من التصعيد؟

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org