أعلنت السلطات السودانية، الثلاثاء، ارتفاع عدد الوفيات جراء السيول في البلاد من 132 إلى 138، فيما ارتفعت الوفيات بالكوليرا من 28 إلى 48.
وفي التفاصيل، قالت وزارة الصحة، في بيان: "تسجيل 138 حالة وفاة بسبب الأمطار والسيول في 10 ولايات".
واجتاحت أمطار غزيرة وسيول مدناً وقرى بالولاية الشمالية ما أدى إلى انهيار مئات الأبنية وإغراق أراض زراعية وقطع طرقات، وفقاً للعربية نت .
وتأتي الأمطار والسيول بالولاية في وقت تعرضت فيه مناطق ومدن ولاية البحر الأحمر (شرقاً) لأمطار وسيول جارفة، أدت إلى انهيار سد أربعات، ومصرع عشرات الأشخاص وفقدان آخرين خلال اليومين الماضيين.
وأعلنت وزارة الصحة، في البيان ذاته "تسجيل 102 حالة إصابة جديدة بالكوليرا، ليرتفع عدد الإصابات إلى ألف و223 حالة، والوفيات إلى 48 حالة".
وأفادت بتسجيل حالات الكوليرا في ولايات كسلا والقضارف (شرقاً) والجزيرة و الخرطوم (وسط) ونهر النيل (شمالاً). وأشارت إلى فتح مراكز عزل بهذه الولايات، مع الاحتياج لمزيد من المراكز في كسلا والقضارف ونهر النيل.
وتسابق فرق الطوارئ الزمن اليوم الثلاثاء، لمعرفة عدد مفقودي الفيضانات الناجمة عن انهيار سد في شرق السودان في أسوأ حلقة من سلسلة من الفيضانات التي اجتاحت البلد المنكوب بالفعل بحرب مستمرة منذ 500 يوم.
وأودى انهيار سد أربعات يوم الأحد بحياة عشرات الأشخاص، إذ تسبب في أحدث فيضان في السودان خلال موسم الأمطار الذي جاء أقوى هذا العام وجاء مبكراً في بعض المناطق عن السنوات الماضية.
ويعاني السودان المنكوب بالحرب بالفعل من أكبر أزمات الجوع والنزوح في العالم، كما أعاقت الفيضانات تسليم المساعدات التي تعطلت بالفعل بسبب الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال محمد عثمان، زعيم إحدى القرى التي غمرتها الفيضانات: "حتى قبل انفجار السد، كان الناس محاصرين بسبب الفيضانات وغير قادرين على الحصول على أي شيء من بورتسودان. المساعدات التي تأتي الآن لا يمكنها الوصول إلى الناس". وأضاف "الأطفال جائعون والطرق مسدودة"، مشيراً إلى أن حفارة واحدة تعمل على نقل الناس والطعام بين مياه الفيضانات في أربعات.
ونزح نحو 118 ألف شخص وتضرر أكثر من 300 ألف في أنحاء السودان، حيث دمرت الفيضانات المنازل ونشرت الأمراض بما في ذلك الكوليرا.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه: "لا نعرف عدد الذين لا يزالون في عداد المفقودين (في أربعات). من الصعب للغاية الحصول على معلومات من هناك".
وفي إقليم دارفور، أعاقت الفيضانات تسليم المواد الغذائية، بما في ذلك أول شحنة من الإمدادات من برنامج الأغذية العالمي إلى بلدة كرينيك المهددة بالمجاعة منذ إعادة فتح معبر أدري الحدودي أمام فرق المساعدات الإنسانية.
وقال أحد المتطوعين المحليين إن الأمطار دمرت الجسر المؤدي إلى البلدة، حيث يعيش آلاف النازحين على القليل من الطعام.
وقال برنامج الأغذية العالمي يوم الأحد إن أولى الشحنات منذ منتصف يوليو تمكنت من الوصول عبر معبر الطينة الحدودي إلى شمال دارفور بعد أن توقفت بسبب الفيضانات هناك.
وفي طوكر بولاية البحر الأحمر، نزح ما لا يقل عن 500 أسرة حتى يوم الأحد، حيث يخوض الناس في أنهار من الفيضانات بين المنازل المتضررة.
وهطلت أمطار غزيرة خلال الليل في عدة مناطق من شمال السودان، وأظهرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي انهيار أسقف ومياهاً تغمر أحياء على الرغم من عدم وجود معلومات رسمية تذكر بشأن الخسائر هناك.