
بدأت العديد من الدول تحرّكًا إنسانيًا واسعًا لدعم سكان قطاع غزة، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعيشها أكثر من 2.4 مليون نسمة تحت الحصار، وفي مواجهة نقص حاد في الغذاء والدواء.
وفي هذا الإطار، نظمت عدد من الدول جسورًا جوية وقوافل إغاثية عبر المعابر الحدودية، في محاولة لتخفيف معاناة المدنيين، خاصة مع تصاعد خطر الجوع وسوء التغذية الذي يهدد حياة الآلاف، لا سيما الأطفال والنساء.
استأنفت الإمارات يوم الأحد عمليات "طيور الخير" للإسقاط الجوي للمساعدات على قطاع غزة، إلى جانب تسيير قافلة مكوّنة من 38 شاحنة، تضمنت 18 شاحنة محمّلة بالمساعدات الغذائية والطبية وحليب الأطفال، و20 شاحنة بأنابيب وخزانات ومعدات لتشغيل خط المياه الجديد.
يمتد هذا الخط من محطة التحلية الإماراتية في مصر حتى منطقة النزوح بين رفح الفلسطينية وخان يونس بطول 7 كيلومترات، وينتج يوميًا مليوني جالون من المياه.
أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الاثنين، أن بلاده ستقيم جسرًا جويًا مع الأردن لإيصال مساعدات إنسانية إلى غزة. وقال في مؤتمر صحافي في برلين إن هذا التحرك يتم بتنسيق مع فرنسا وبريطانيا، واصفًا الوضع الغذائي في غزة بـ"المقلق" حسب تقارير الأمم المتحدة.
كما دعا إلى تحسين الوضع الإنساني فورًا، واعتبر خطوات إسرائيل الأخيرة "مجرّد بداية"، مؤكدًا أن وزير الخارجية الألماني سيتوجه إلى المنطقة يوم الخميس لدفع مفاوضات وقف إطلاق النار.
أعلنت إسبانيا أنها ستلقي 12 طنًا من المساعدات الغذائية جوًا فوق غزة يوم الجمعة، باستخدام طائرات تابعة لسلاح الجو الإسباني تنطلق من الأردن.
وقال رئيس الوزراء بيدرو سانشيز إن المجاعة في غزة "عار على البشرية"، مؤكدًا أن وقفها "واجب أخلاقي".
وسبق لإسبانيا أن نفّذت إسقاطًا مشابهًا في مارس 2024 بإرسال 26 طنًا من الغذاء.
تحرّكت شاحنات المساعدات المصرية من معبر رفح، الأحد، محمّلة بكميات كبيرة من المواد الغذائية والطحين، باتجاه معبر كرم أبو سالم لدخولها إلى غزة.
بالتوازي، أعلنت الهيئة الخيرية الهاشمية الأردنية عن تسيير قافلة مساعدات تتكوّن من 60 شاحنة محمّلة بـ962 طنًا من المواد الغذائية، بالتعاون مع القوات المسلحة وبرنامج الأغذية العالمي. وأكدت أن دفعات إضافية ستتبع القافلة خلال الأيام المقبلة.
أعلنت واشنطن، الاثنين، عن عزمها إنشاء مراكز لتوزيع الطعام داخل غزة، في ظل مؤشرات إلى "مجاعة حقيقية"، وفق تصريح للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي لم يكن قد تطرق سابقًا إلى عمق الكارثة الإنسانية.
وكانت عمليات إسقاط المساعدات الجوية قد استؤنفت في غزة يوم الأحد، بالتزامن مع إعلان إسرائيل عن "تعليق تكتيكي" يومي لعملياتها العسكرية في بعض مناطق القطاع لأغراض إنسانية.