
في تقرير أصدرته لجنة الاستخبارات والأمن البريطانية، خلص إلى أن إيران تشكل تهديدًا للمملكة المتحدة يعادل في خطورته تهديد روسيا، ويكشف التقرير الذي نُشر اليوم (الخميس) عن استهداف إيران للمعارضين المقيمين في بريطانيا عبر التخويف والتهديدات الجسدية، إلى جانب هجمات سيبرانية متقدمة، ويلفت التقرير الانتباه إلى مخاطر أمنية متصاعدة، في ظل تزايد التوترات الإقليمية، ويسلط الضوء على ضرورة مواجهة هذه التحديات باستراتيجيات طويلة الأمد.
وتُصنف المملكة المتحدة كثالث أولوية للهجمات السيبرانية الإيرانية بعد الولايات المتحدة وإحدى الدول العربية، ويكشف التقرير أن هذه الهجمات ينفذها مزيج من جهات حكومية وأفراد يعملون لمصالح شخصية أو لتحقيق أهداف استخباراتية، والقطاعات البتروكيماوية والمالية في بريطانيا تظل الأكثر عرضة للخطر، مما يستدعي تعزيز الحماية الأمنية، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
وتزامن تصاعد التهديدات ضد المعارضين الإيرانيين في المملكة المتحدة، خاصة العاملين في قنوات تلفزيونية باللغة الفارسية، مع احتجاجات 2022 في إيران بعد وفاة مهسا أميني، والتقرير، الذي استند إلى تحقيقات استمرت عامين حتى أغسطس 2023، يؤكد أن هذه التهديدات شملت مخططات لاغتيالات وهجمات جسدية، مما يعكس استراتيجية إيران لقمع الانتقادات عبر التخويف.
وفي مارس 2025، أعلن وزير الأمن البريطاني دان جارفز، إدراج إيران في المستوى المعزز لنظام تسجيل التأثير الأجنبي، مما يلزم أي شخص يتلقى توجيهات من إيران بتسجيل أنشطته في بريطانيا تحت طائلة السجن لخمس سنوات، كما أطلق تحقيقًا بقيادة جوناثان هول لتطوير آلية لتصنيف الإرهاب المدعوم من الدولة، في خطوة لمواجهة التهديدات الإيرانية.
وانتقدت اللجنة سياسة الحكومة البريطانية تجاه إيران، واصفة إياها بأنها تتركز على إدارة الأزمات بدلاً من التخطيط طويل الأمد، وأشار التقرير إلى نقص الخبرة في الخارجية البريطانية، حيث نقل عن شاهد قوله: "إن غياب موظفين يتحدثون الفارسية يعيق صياغة سياسات فعالة"، كما أكدت اللجنة أن تعقيدات قانونية تحول دون تصنيف الحرس الثوري الإيراني كـ"منظمة إرهابية".
ويصور التقرير إيران كفاعل براغماتي يسعى للبقاء عبر تطوير قدرات غير متماثلة وشبكة من الجماعات المتشددة في الشرق الأوسط، وهذه الاستراتيجية تهدف إلى ردع المعتدين وتوسيع النفوذ دون الانخراط في حرب شاملة، وأشار مدير عام المخابرات البريطانية إلى إحباط 20 مؤامرة مدعومة من إيران منذ 2022، تهدد حياة مواطنين بريطانيين.
ووصف كيفان جونز رئيس اللجنة، إيران بأنها تهديد "واسع ومستمر"، مشيرًا إلى استخدامها لشبكات إجرامية وجماعات إرهابية كوكلاء لتنفيذ هجمات دون مخاطر الانتقام، فهل ستتمكن المملكة المتحدة من تطوير استراتيجيات شاملة لمواجهة هذا التهديد المعقد؟